شهدت الطرق المؤدية إلى شمال غزة، اليوم الإثنين، تدفق لعشرات النازحين الفلسطينيين الذين فروا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 15 شهرًا، وذلك بعد الاتفاق على تسليم 3 رهائن إسرائيلية خلال هذا الأسبوع.
وظهر النازحون الذين يحملون أمتعتهم وأطفالهم على طول الطريق الواقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. في الوقت نفسه، بدأت القوات الإسرائيلية الانسحاب من ممر رئيسي عبر القطاع. وبحسب ما قاله شهود العيان فإن أول دفعة من النازحين وصلت إلى الشمال في الساعات الأولى من صباح اليوم، بعد فتح المعبر الأول في وسط غزة في الساعة السابعة صباحا. وبعد نحو 3 ساعات تم فتح معبر آخر سمح بدخول المركبات.
مخططات التهجير
كان المسؤولون في حركة حماس ومواطنو غزة رفضوا المقترحات الامريكية الصادرة عن الرئيس الأمريكي ترامب بان تستقبل الأردن ومصر سكان قطاع غزة لحين انتهاء الصراع، وأثار هذا الأمر المخاوف من تهجير الفلسطينيين وإبعادهم بشكل دائم عن وطنهم. وتنص شروط اتفاق وقف إطلاق النار على عودة سكان شمال غزة النازحين خلال نهاية الأسبوع الماضي، ولكن الاحتلال قال إن حماس انتهكت الاتفاق بعد رفضها إطلاق سراح الرهينة المدنية أربيل يهود وأبقت قواتها في ممر نتساريم الذي يمر عبر الجيب الواقع جنوب مدينة غزة.
ولكن بعد نجاح الوسطاء القطريين في حل الخلاف، أمس الأحد، وافقت حماس على إطلاق سراح الرهائن يوم الخميس، قبل أن يتم الإفراج عن 3 رهائن آخرين يوم السبت المقبل، وبدورها منحت قوات الاحتلال الضوء الأخضر لعودة النازحين صباح اليوم. ومنذ اندلاع الحرب بين حماس والاحتلال في 7 أكتوبر 2023، نزح نحو 650 ألف شخص من شمال غزة، بعضهم اضطر للانتقال أكثر من مرة بسبب شن الهجمات الإسرائيلية. كما قُتل أكثر من 47 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي على غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وفي الوقت الحالي أصبح القسم الأكبر من شمال قطاع غزة عبارة عن أنقاض، وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، يحتاج العائدون إلى اشمال إلى نحو 135 ألف خيمة لتأسيس حياة جديدة في وسط الدمار.
رحلة العودة إلى شمال غزة
ينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن العودة إلى الشمال المتداعي تقتصر فقط على الأشخاص غير المسلحين، وسيتم فحص السيارات بالأشعة السينينة للكشف عن أي أسلحة أو متفجرات. كما أصدر جيش الاحتلال تحذيرات لسكان القطاع بعدم حمل السلاح أو الاقتراب من القوات الإسرائيلية. وقال سكان عند العودة إلى الشمال إن أفراد الأمن المصريين كانوا يشرفون على عودة الفلسطينيين في المركبات على طول طريق صلاح الدين، الشارع الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب، في ظل وجود ضباط شرطة حماس على مقربة.
ووصفت إحدى النازحات وتُدعى أم محمد علي، عودتها إلى شمال القطاع وكأنها ولدت من جديد. وقال أسامة وهو موظف حكومي وأب لخمسة أبناء يبلغ من العمر 50 عامًا إنه عند وصوله إلى غزة شعر بقلبه ينبض بقوة، مضيفًا: “اعتقدت أنني لن أعود أبدًا”. بدورها وصفت حركة حماس عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة بأنه “انتصار على الاحتلال ومخططات التهجير” وأنه إثبات على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه. وهو نفس الانطباع الذي وصفته حركة الجهاد الإسلامي.
كانت حركة حماس أطلقت سراح 4 مجندات إسرائيليات يوم السبت الماضي، ليصل إجمالي الرهائن المفرج عنهم حتى الآن إلى 7 رهائن من أصل 33 تشملهم المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في مقابل 300 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال.
اقرأ أيضًا: تلميح بالتهجير.. خطة “ترامب” لمستقبل غزة بعد الحرب