هل مارست رياضة الأخطبوط أو “الهوكي تحت الماء” من قبل؟
قد يُعِدُّ البعض هذه الرياضة مجرد مزحة، أو ضرباً من ضروب الخيال، إلا أن “الهوكي تحت الماء” لعبة حقيقية ظهرت في خمسينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من أنها مستغرَبة لدى كثيرين؛ فقد أصبحت تكتسب اهتمامًا متزايدًا في بلدان مختلفة، وصار لها عدة مسابقات محلية وأخرى دولية تتنافس فيها عشرات الفرق من حول العالم.
الأخطبوط البشري
بدأت رياضة الهوكي تحت الماء في بريطانيا عام 1954، وسماها مبتكرُها في البداية لعبة الأخطبوط؛ نظراً لشَبه حركة اللاعبين المرنة تحت الماء بحركة الأخطبوط. أما غرض ابتكار اللعبة فكان المحافظةَ على لياقة الغواصين البدنية، وذلك بعد تكاسلهم عن ممارسة السباحة والغوص.
ثم انتشرت اللعبة، وتحولت من المحلية إلى العالمية، ونُظِّمت أول بطولة لكأس العالم للهوكي تحت الماء عام 1980 في كندا. وحالياً، توسَّع انتشار اللعبة في بريطانيا، وأصبحت رياضة مفضلة لدى الكثيرين.
طريقة اللعب
يتنافس فريقان يتألف كلٌّ منهما من 6 لاعبين أساسيين، و 4 احتياطيين، يلعبون في وقت واحد في حوض سباحة، مرتدين المُعِدَّات الأساسية من قناع الغوص، و أنبوب التنفس، والزعانف، وقبعة كرة الماء، والقفاز، وحامي الفم.
ويوضع قرص الهوكي قبل بداية اللعب في منتصف الحوض، وعند البدء يدفع اللاعبون القرص باستخدام عصاً صغيرة لتسجيل هدف في مرمى المنافس الذي يبلغ طوله 3 أمتار. وأثناء اللعب، يجب أن ينزل اللاعبون أسفل الماء ويحبسون أنفاسهم، وتختلف مدة بقاء كل لاعب في الأسفل حسب قدرته على الاستمرار بلا تنفس، ومن ثم يصعد إلى الأعلى ليجدد الهواء في رئته ثم يعاود النزول ويستكمل اللعب، وتكمن المهارة الحقيقية بهذه الرياضة في مدى قدرة اللاعب على البقاء تحت الماء.
ويستغرق زمن المباراة 30 دقيقة، مقسمةً إلى شوطين، لكلٍّ منهما 15 دقيقة، مع استراحة لمدة 3 دقائق في منتصف الشوطين، ويوجد حكمان أو ثلاثة داخل الماء يتبادلون الأدوار حسب مدة بقاء كل منهم تحت الماء.
تغيرات الأخطبوط
طرأت العديد من التغييرات على رياضة الهوكي تحت الماء منذ الأيام الأولى، وأصبحت رياضة عالمية تمارَس في أكثر من 20 دولة، إذ عُقدت أول بطولة عالمية في فانكوفر بكندا، وتُقام هذه البطولة كل عامين. وحالياً، سُجِّل أكثر من 200 نادٍ للهوكي تحت الماء حول العالم.
وأكثر ما يميز هذه اللعبة، هو كونها تشمل جميع الفئات العمرية، إلا أنها تستهدف أصحاب الرئات الذهبية، إذ تعتمد على حبس الأنفاس والبقاء تحت الماء أطولَ مدة ممكنة.
إصابات خطيرة
هناك عدة لوائح لمواجهة مخالفات قواعد لعبة الهوكي تحت الماء، منها أنه يتم احتساب رمية حرة إذا ارتكب الفريق مخالفة بدء الهجوم قبل إطلاق صافرة البداية، كما يُحظر على اللاعب اللمس باليدين، وضرب لاعب آخر بالعصا.
ويواجه لاعبو الهوكي تحت الماء احتمالية التعرض لالتواءات القدم، وتمزق العضلات، والخدوش الخفيفة، لكن هناك أيضًا بعض الإصابات الخطيرة الناتجة عن ضرب عصا الهوكي على الرأس، والتي تهدد حياة اللاعب.
اقرأ أيضا:
قصص ملهمة.. وراء اختيار شعارات الشركات الرياضية
ارتداء الساعة أثناء ممارسة الرياضة.. لماذا يجب أن تتخلى عنها؟