أثار برنامج تأشيرة العمال الأجانب الجدل عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، إذ يستهدف جلب العمالة الماهرة في مجال التقنية إلى البلاد بغرض الاستفادة منهم في تحسين القدرة التنافسية للبلاد، ما يعكس ملامح الصراع الذي من الممكن أن تشهده أروقة البيت الأبيض في عهد ترامب.
كان فيفيك راماسوامي، الذي تم تعيينه من قبل ترامب لخفض الإنفاق الحكومي، كتب منشورًا دافع فيه عن نظام تأشيرة H-1B للعمال الأجانب، وقال إن الثقافة الأمريكية دائمًا ما كانت تفضل الرداءة على التميز، وهو ما أيده قطب التقنية إيلون ماسك، الذي اختاره ترامب لإدارة هيئة الكفاءة الحكومية.
مناوشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي
بمجرد انتشار المنشور قوبل بموجة عنيفة من الرفض بين أنصار ترامب الذين يؤيديون سياسته المتشددة في مجال الهجرة. وكان سبق ذلك انتقادات لاختيار ترامب سريرام كريشنان كمستشار لسياسة الذكاء الاصطناعي في إدارته المقبلة، وهو أحد المؤيدين لاستقدام العمالة الماهرة إلى الولايات المتحدة. وقالت لورا لومر، وهي محرضة يمينية لها تاريخ من التعليقات العنصرية والمؤامراتية، إن هذا التوجه لا يخدم سياسة أمريكا أولًا، وأن المسؤولين التنفيذيين في مجال التقنية الذين تحالفوا مع ترامب يؤيدون تلك الاتجاهات بغرض تحقيق مصالح شخصية. ولكن رامسوامس وماسك دافعا عن ضرورة جلب عمال أجانب لدعم صناعة التقنية.
في المقابل قالت سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة والمرشحة الرئاسية السابقة للحزب الجمهوري، نيكي هايلي، إن الثقافة الأمريكية لا يوجد بها خطأ ونفت عدم وجود عمالة أمريكية ماهرة، وطالبت بتدقيق النظر عند الحدود واستيعاب كم الأشخاص الذين يريدون الدخول إلى البلاد وهو ما يؤكد ضرورة الاستثمار وإعطاء الأولوية للعمال الأمريكيين وليس الأجانب. وتفاقم النقاش بانضمام المزيد من الشخصيات المنتمية لليمين المتطرف، وما إذا كانت الثقافة الأمريكية قادرة على إنتاج أفضل المهندسين. ولم يعلق ترامب بعد على الخلاف، ولم يستجب فريق انتقاله الرئاسي للأسئلة حول المواقف المتعلقة بتأشيرات العمال ذوي المهارات العالية أو المناقشة بين مؤيديه عبر الإنترنت.
أهمية تأشيرة العمال الأجانب
تدفع شركات التقنية بأن تأشيرة العمال الأجانب H-1B لاستقدام العمال المهرة في مجال البرمجيات والتقنية بشكل عام تشكل أهمية بالغة لشغل الوظائف التي يصعب شغلها من قِبل الأمريكيين. لكن المتقدين يرون أنها تسلب حق العمال الأجانب في تولي تلك الوظائف، وطالبوا بإلغاء التأشيرة وليس توسيعها. ويُعد ماسك الذي وُلد في جنوب أفريقيا وواحدًا ممن كانوا يحملون تأشيرة العمالة الأجنبية، ولذلك دافع عن التأشيرة في منشور له عبر منصة X قائلًا: “هناك نقص دائم في المواهب الهندسية الممتازة. وهذا هو العامل المحدد الأساسي في وادي السيليكون، وأن البرنامج يجذب ما يزيد عن 0.1% من المواهب الهندسية”.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر: “إن التفكير في أمريكا كفريق رياضي محترف يحقق الفوز منذ فترة طويلة ويريد الاستمرار في الفوز هو البناء الذهني الصحيح”. ولكن بعض المنتقدين عبر الإنترنت نشروا إعلانات من الوظائف في الشركات التي يملكها ماسك، والتي تظهر أن الأشخاص الذين يحملون تأشيرة H1-B لا يحصون على أكثر من 200 ألف دولار سنويًا وهو رقم لا يتناسب مع المواهب التي يتحدث عنها ولكنه يؤكد أن الهدف من الاستقدام هو الإبقاء على رواتب العمال الأمريكيين كما هي.
ويقتصر عدد تأشيرات H-1B الصادرة على 65 ألف تأشيرة سنويًا بالإضافة إلى 20 ألف تأشيرة إضافية للأشخاص الحاصلين على درجة الماجستير من المؤسسات الأمريكية. ووفق تقديرات شركة Boundless فإن 73% من تأشيرات H-1B تُصدر لمواطنين هنود، مع إصدار 12% لمواطنين صينيين.
انقسام في مواقف ترامب
يتبنى ترامب منذ حملته الانتخابية سياسة صارمة تجاه الهجرة، ووعد بعمليات ترحيل جماع للمهاجرين غير الشرعيين بمجرد توليه المنصب. وكان ترامب على مدار السنوات الماضية من أبرز منتقدي برنامج H-1B، وشدد شروط الحصول على هذه التأشيرة خلال فترة ولايته الأولى. وفي عام 2017 خلال فترة ولايته الأولى أصدر أمرًا تنفيذيًا لحث الشركات على استئجار العمال الأجانب، ورغم ذلك ظلت الشركات التابعة له تستعين بالعاملين الأجانب من ذوي المهارات.
اقرأ أيضًا: حظر تطبيق تيك توك.. هكذا ستمنعه الولايات المتحدة