تشن روسيا حملات مكثفة على القوات الأوكرانية في مدينة كورسك الروسية، كما زادت من ضغطها على منطقة دونتسيك في شرق البلاد، في محاولة للسيطرة على مدينة بوكروفسك.
وتستعين روسيا بشكل كبير بقوات كوريا الشمالية في هجماتها، في ظل تراجع قدرات القوات الأوكرانية على طول خط القتال تزامنًا مع اقتراب دخول الحرب لعامها الثالث.
وذكر الجيش الأوكراني في تقرير حديث له، أن قواته تمكنت من صد 42 هجومًا على منطقة كورسك، كما ارتفع عدد الاشتباكات القتالية إلى 68 على مدار 24 ساعة، مقارنة بنحو 40 اشتباكا يوميا الأسبوع الماضي.
التركيز على المدن الاستراتيجية
قال القائد الأعلى للجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، إن القوات الروسية تتقدم بأسرع وتيرة لها هذا العام في منطقة دونيتسك الشرقية، إذ تركز موسكو هجماتها على المناطق اللوجستية مثل بوكروفسك وكوراخوف.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإن قوات روسيا سيطرت على قرية هانيفكا الواقعة شمال بوكروفسك.
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم الجيش الأوكراني، أناستاسيا بوبوفنيكوفا، إن روسيا أرسلت مجموعة من الجنود للاشتباك مع القوات الأوكرانية التي تدافع عن منجم الفحم في مدينة توريتسك في الشمال الشرقي من البلاد.
الأهمية الاستراتيجية لبوكروفسك
حاليًا، أصبحت القوات الروسية على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة بوكروفسك الواقعة في شرق أوكرانيا.
وتتمتع تلك المدينة بأهمية استراتيجية إذ تُعتبر مركزًا للطرق والسكك الحديدية في منطقة دونتسيك في شرق أوكرانيا.
كما أن المدينة واقعة على أحد الطرق الرئيسية التي يستخدمها الجيش الأوكراني لتزويد المواقع الشرقية المحاضرة بالإمدادات.
وتضم بوكروفسك منجم االفحم الوحيد في أوكرانيا والذي ينتج فحم الكوك اللازم في صناعة الصلب، والذي يقع على بًعد 20 دقيقة بالسيارة من غرب المدينة.
كانت شركة ميتينفيست بي في الأوكرانية لصناعة الصلب أوقفت جزءًا من عمليات المنجم بعد أن اقتربت القوات الروسية منه.
وقال اتحاد مصنعي الصلب في البلاد إن إغلاق المنجم بالكامل قد يؤثر على حجم إنتاج الصلب في أوكرانيا بالسلب.
لماذا تسعى روسيا للاستيلاء على بوكروفسك؟
ترى موسكو أن السيطرة على بوكروفسك تساعد على ضم المنطقة بأكملها بعد أن أخضعت منطقة دونتسيك في شرق أوكرانيا، وفق قولها.
وتشهد تلك الخطوات انتقادات واسعة من الغرب، والذي يرى أن روسيا تسعى لغزو استعماري في أوكرانيا.
ومن خلال السيطرة على المدينة المعروفة إعلاميًا باسم “بوابة دونيستك”، ستكون موسكو قادرة على تعطيل خطوط الإمداد الأوكرانية على طول الجبهة الشرقية.
من ناحية أخرى، سيسمح لها بتعزيز حملتها للسيطرة على تشاسيف يار، التي تقع على أرض مرتفعة توفر إمكانية السيطرة على منطقة أوسع.
ولأن بوكروفسك تضم شبكات الطرق الرئيسية، فإن السيطرة عليها سيضعف من قدرة الجيش الأوكراني على الاحتفاظ بالأراضي على جانبي المدينة، ما يمنح روسيا الفرصة لمزيد من التقدم.
كيف تدافع أوكرانيا عن بوكروفسك؟
كبداية، تم تغيير القيادة العسكرية الأوكرانية المشرفة على الدفاعات لمنطقة دونيتسك التي تقع بها بوكروفسك.
وواجه الجنرال أوليكساندر لوتسينكو، القائد المنتهية ولايته، انتقادات بسبب فشله في منع تقدم القوات الروسية نحو بوكروفسك، ولذلك تم استبداله بالجنرال أوليكساندر تارنافسكي.
وحتى الآن لا زالت المدينة تحت سيطرة الجيش الأوكراني، ولكنها باتت بلا مرافق لا كهرباء ولا غاز أو تدفة أو مياه.
كما تُظهر اللقطات المصورة التضرر الذي لحق بواجهات المباني، ولم تعد كما كانت في السابق.