كشفت الصين، اليوم الثلاثاء، عن قيود جديدة على صادرات بعض المعادن التي تدخل بشكل رئيسي في صناعة الرقائق إلى الولايات المتحدة.
وجاءت الخطوة الصينية في أعقاب قيود مماثلة من الجانب الأمريكي تحد من قدرات الصين على صناعة الشرائح الإلكترونية.
واستهدفت الحملة الأمريكية التي تُعد الثالثة في 3 سنوات، الحد من الصادرات إلى 140 شركة، ومن بينها “ناورا تكنولوجي” المتخصصة في تصنيع الرقائق.
ومن بين المعادن التي حظرت الصين تصديرها هي الجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، والتي تدخل في التطبيقات العسكرية.
لماذا فرضت الصين القيود على صادرات المعادن؟
وفرضت بكين القيود على تلك المعادن التي لها استخدامات مزدوجة بين عسكرية ومدنية، وذلك لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وفق بيان وزارة التجارة الصينية.
وشددت الصين على ضرورة إجراء مراجعة أكثر صرامة للاستخدام النهائي للسلع المصنوعة من الجرافيت ذات الاستخدام المزدوج “المدني والعسكري” التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة.
وتأتي تلك القيود الجديدة في إطار مثيلتها الأخرى التي فرضتها الصين منذ العام الماضي على صادرات المعادن الهامة.
كما أنها تتزامن مع التصعيد في التوترات التجارية بين البلدين، وخصوصًا قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة، والذي وعد سابقًا في زيادة التعريفات الجمركية على الواردات الصينية.
صادرات الصين من المعادن الأساسية
وتُشير بيانات الجمارك الصينية إلى أن الولايات المتحدة لم تستورد الجرمانيوم المطاوع وغير المطاوع والجاليوم حلال العام الجاري حتى أكتوبر الماضي، برغم أنها كانت رابع أو خامس أكبر سوق للمعادن على التوالي.
ويدخل الجرمانيوم والغاليوم في تصنيع أشباه الموصلات، كما يُستخدم الجرمانيوم في تقنيات الأشعة تحت الحمراء وكابلات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية.
أما الأنتيمون فهو معدن استراتيجي ويتم استخدامه في صناعة الذخيرة والصواريخ بالأشعة تحت الحمراء.
وبالمثل، تراجعت صادرات الصين من الأنتيمون في أكتوبر بنسبة 97%، مقارنة بشهر سبتمبر الماضي، بعد أن دخل قرار الحد من الصادرات حيز التنفيذ.
واستحوذت الصين خلال العام الماضي على 48% من الإثمد المستخرج عالميًا، والذي يدخل في صناعة الذخيرة والصواريخ التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء والأسلحة النووية ونظارات الرؤية الليلية والبطاريات.
وخلال هذا العام، هيمنت الصين على 59.2% من إنتاج الجرمانيوم المكرر، و98.8% من إنتاج الجاليوم المكرر، بحسب بيانات شركة “بروجكت بلو”.
تصعيد التوترات التجارية بين الصين وأمريكا
الخطوة الصينية تأتي لتضيف المزيد من التصعيد في التوترات التي تشهدها سلاسل التوريد بين البلدين، إذ يُعد الوصول إلى وحدات المواد الخام صعبًا بالفعل في الغرب، وفق المؤسس المشارك لمشروع بلو، جاك بيدر.
كان ترامب تعهد بفرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات الصينية بنسبة 60% بمجرد توليه الحكم، خلال حملته الرئاسية.
وقال بيتر أركيل، رئيس جمعية التعدين العالمية في الصين: “ليس من المستغرب أن ترد الصين على القيود المتزايدة التي تفرضها السلطات الأميركية، الحالية والوشيكة، بقيودها الخاصة على إمدادات هذه المعادن الاستراتيجية”.
وأشار أركيل إلى أن الحرب التجارية لا يوجد بها فائزون.