أخفق مجلس الأمن في تبني مشروع قرار بريطاني لوقف الأعمال العدائية في السودان، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” على ضد المقترح.
وتقول بريطانيا إن مشروع قرارها كان يهدف لتمهيد الطريق لإجراء حوار فعّال وخفض التصعيد ووقف إطلاق النار، وأن موقف موسكو يُظهر الوجه الآخر لروسيا.
ولكن روسيا بررت موقفها بخوفها من أن يتسبب مشروع القرار في من انتهاك السيادة السودانية وسلامة أراضيه.
وعلى الرغم من ذلك رحّب الجيش السوداني بالفيتو الروسي، قائلًا إنه يؤكد مدى التزام موسكو بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول.
دور موسكو في الأزمة
يقول رئيس تحرير صحيفة التيار، عثمان ميرغني، إن روسيا “تعلب على الحبلين”، فهي تدعم الطرفين بصورة ما عن طريق فاغنر وأساليب أخرى.
وأضاف خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن روسيا تعتقد أن هناك صفقة ما يمكن أن تُبرم مع هذا الطرف، وفي نفس الوقت تُبرم صفقة أخرى مع الطرف الآخر.
وتابع ميرغني: “ولكن أنا أعتقد من جانب الحكومة السودانية فهي تلعب بورقة روسيا في مواجهة أمريكا، وبعبارة أخرى تحاول أن تسوّق المخاوف من وجود روسيا على البحر الأحمر في سبيل الحصول على مكتسبات من أمريكا”.
واستكمل: “ولكن هذا الموقف بالنسبة لي غير سليم، لأنه من الأفضل أن تلعب الحكومة السودانية على استراتيجية ثابتة تضمن مصلحة السودان”.
وأشار ميرغني إلى أن روسيا حاليًا ليس لديها ما تقدمه للسودان، سواء اقتصاديًا أو عسكريًا أو في أي جانب آخر، لأسباب تتعلق بروسيا نفسها التي تحتاج الآن إلى المساعدة.
وقال: “الأفضل أن يتم التعويل دائمًا على القة الذاتية في السودان، وإمكاناته في خلق مصالح ذات بُعد استراتيجي مع كل الدول دون أن ينحاز لأجندة دولة لصالح دولة أخرى”.
وأوضح: “أنا أعتقد أن مثل هذه العلاقة التي تتبع أسلوب المحاور سيدفع ثمنها في النهاية السودان”.
رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني يتحدث عن أسباب ترحيب الجيش السوداني بالفيتو الروسي ودور موسكو في الأزمة#هنا_الرياض pic.twitter.com/JpwThORuP3
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) November 24, 2024
تقدم الجيش السوداني
خلال حديثه أيضًا كشف ميرغني عن أهمية مدينة سنجة التي سيطر الجيش السوداني عليها حديثًا.
وقال: “أولًا هي عاصمة ولاية سنار، وتربط عدة ولايات مثل النيل الأزرق والجزيرة والنيل الأبيض، وهذه الولايات كلها تمثل العمق ووسط السودان”.
وأضاف: “كان يمكن لقوات الدعم السريع أن تتمدد جنوبًا إلى ولايات النيل الأزرق وتلتحم مع حدود جنوب السودان وإثيوبيا، ويُصبح هناك اتصال مباشر بينهم، ما يسمح لهم بتوفير المزيد من الإمدادات والأمور اللوجستية عبر الحدود”.
وأشار ميرغني إلى أن استعادة الجيش لمدينة سنجة يلغي هذا السيناريو تمامًا، وتقضي على إمكانية أن يتمدد الدعم السريع جنوبًا وتفتح الطريق شمالًا نحو مدينة مدني، الذي ما إن سيطر الجيش عليها ستكون بداية الخروج من نفق الحرب، لأنه سيعني خروج وسط السودان بالكامل من تحت سيطرة قوات الدعم السريع”.
“تفتح الطريق نحو حسم الحرب”
تعرف على أهمية مدينة سنجة التي سيطر الجيش السوداني عليها حديثا مع رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني#هنا_الرياض pic.twitter.com/KDPDmHNjcR
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) November 24, 2024