أصبحت التقنية تسيطر بشكل كبير على الحياة اليومية، فلا يستطيع أحد مفارقة هاتفه الذكي أو جهازه اللوحي أو حتى الكمبيوتر. الطفرة التي حدثت مؤخرًا في عالم التقنية خلقت نوعًا من الالتهاء الرقمي الذي أثر في العلاقات الاجتماعية تأثيرًا واسعًا.
الأصدقاء الحقيقيون
وجدت دراسة حديثة استندت لبعض البيانات من موقع فيسبوك، أن المستخدم العادي لديه حوالي 150 صديقًا على صفحته، لكنه يتواصل مع عدد قليل منهم شهريًّا، فقد لا يتجاوز شخصًا أو اثنين في بعض الأحيان.
ويقول “هنري” أحد المشاركين في الدراسة، إنه قرر ألا يتفقد رسائله الإلكترونية سوى مرتين في اليوم، خاصة بعد ملاحظته أن معظم الرسائل اليومية التي يستقبلها من زوجته مثل: مرحباً، هل يمكننا أن نتقابل في الثالثة في الحديقة مع الأطفال؟ أو: هل يمكنك اصطحاب الأطفال في الحادية عشرة؟ أو: كنت أفكر في شراء طاولة القهوة هذه من أمازون.. ما رأيك؟
وتابع “هنري”: بعد أن أخبرت زوجتي بالقرار الذي اتخذته، زاد التواصل بيننا فأصبحت تتصل بي هاتفيًّا إذا أرادت أن تخبرني بأي شيء، ما أدى لتقليل الرسائل بنسبة 60%”.
ويرى “هنري” أن علينا أن نتَّبع مع معارفنا استراتيجية تقليل التواصل الرقمي، والتركيز على طرق أخرى تتمتع بنسبة تواصل أعلى، كالتحدث عبر الهاتف أو حتى الالتقاء وجهًا لوجه.
[two-column]
الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب مجرد أدوات، إلا أنها أصبحت تسيطر علينا، لأننا نستخدمها بطريقة خاطئة، فإذا قصرنا استخدامها على مهامها المحددة سنجد الأمور أفضل بكثير، فالأجهزة الرقمية مثل النار، أو حتى السيارات، يمكن أن تكون مفيدة ويمكن أيضًا أن تكون مضرة إذا لم نحسن استخدامها.
[/two-column]
تقليل استخدام الإنترنت
يقول عالم النفس المعرفي “دانيال ويلينغهام”: “كلما تحدثت مع معارفك عن اتباعك لنظام يهدف للحد من تفقد الرسائل الإلكترونية؛ ستقل الحاجة لتفقد تلك الرسائل قبل اجتماع ما أو مناسبة اجتماعية، لأن الآخرين سيدركون أن تخلصت من سلطة الأجهزة الرقمية.
وتابع “ويلينغهام”: الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب مجرد أدوات، إلا أنها أصبحت تسيطر علينا، لأننا نستخدمها بطريقة خاطئة، فإذا قصرنا استخدامها على مهامها المحددة سنجد الأمور أفضل بكثير، فالأجهزة الرقمية مثل النار، أو حتى السيارات، يمكن أن تكون مفيدة ويمكن أيضًا أن تكون مضرة إذا لم نحسن استخدامها.
وينصح عالم النفس المعرفي بتطبيق تجربة تقليل عدد مرات الاتصال بالإنترنت في اليوم، مؤكدًا أن التجربة ستنعكس على الحياة اليومية، لتصبح أكثر اجتماعيةً وحيويةً وتحررًا من القيود الرقمية.