قد يعتقد الكثيرون أن النساء المدخنات هم أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الرئة، ولكن على العكس فإن هذا المرض يرتفع بشكل أكبر بين غير المدخنات.
ولا يمكن إنكار أن التدخين هو السبب الأول للإصابة بسرطان الرئة، كما أنه مسؤول عن 80% من الوفيات المرتبطة به.
ولكن لا يشترط وجود تاريخ في التدخين حتى يُصاب الشخص بسرطان الرئة، إذ إن المعدلات ترتفع بين غير المدخنين وخصوصًا النساء.
وتقول الأبحاث إنه رغم تراجع معدلات التدخين على مستوى العالم، إلا أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة آخذة في الارتفاع.
وتحدث حوال ثلثي سرطانات الرئة بين الأشخاص غير المدخنين بين الإناث.
ويُعد سرطان الرئة هو السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء في الولايات المتحدة.
ورغم أن التدخين هو عامل الخطر الأول في الإصابة بسرطان الرئة، إلا أنه من الضروري التركيز على الأسباب الأخرى التي قد تؤدي للإصابة وخصوصًا بين النساء غير المدخنات.
وتكون أغلب حالات سرطان الرئة لدى غير المدخنين نتيجة لما يعرف بسرطان الغدة الدرقية.
وكشفت الأبحاث أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنات وهي: السموم والجينات والهرمونات.
التدخين السلبي
يزيد التعرض للتدخين السلبي من خطر الإصابة بسرطان الرئة، سواء كان ذلك في المنزل أو العمل، إلى جانب زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ولا يوجد مستوى “آمن” للتعرض للتدخين السلبي، حتى التعرض القصير الأمد يعتبر غير آمن.
وتُشير إحصائيات جمعية الرئة الأمريكية إلى أن التدخين السلبي يتسبب في ما يزيد عن 41 ألف حالة وفاة سنويًا.
ويحتوي دخان السجائر على عدة سموم من بينها: أمونيا الزرنيخ، والبنزين، والفورمالديهايد، وسيانيد الهيدروجين، وكلوريد الفينيل.
ويزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة نتيجة التدخين السلبي لدى الأشخاص الذين لديهم زوج أو شريك مدخن.
وبالنسبة النساء غير المدخنات أو اللاتي لا يتعرضن للتدخين السلبي، هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة ومنها: تلوث الهواء، والأسبستوس، وعادم الديزل، والرادون.
الهرمونات وعلاقتها بسرطان الرئة
من ناحية أخرى قد يتسبب هرمون الاستروجين من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وذكرت مراجعة بحثية أُجريت في عام 2021، أن الإصابة بسرطان الخلايا غير الصغيرة تعتمد على مستقبلات هرمون الإستروجين.
كما كشفت الدراسة أن النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث تتزايد لديهم فرصة الإصابة بسرطانات الرئة، مقارنة بالفترة ما بعد انقطاع الطمث.
التغيرات الجينية أحد أسباب الإصابة بسرطان الرئة
قد يُصاب غير المدخنين بسرطان الرئة نتيجة لأسباب جينية وراثية، كما يمكن للطفرات الجينية التي تُصيب الأشخاص خلال حياتهم أن تُصيبهم بسرطان الرئة.
تسمى الطفرات الجينية المكتسبة التي تشارك في تطور سرطان الرئة لدى غير المدخنين طفرات المحرك.
وهذه الأنواع من الطفرات لا يمكن اكتشافها إلا بعد الإصابة بسرطان الرئة، ويتم إجراء اختبار جيني وقتها حتى يتمكن الطبيب من تحديد خطة العلاج.
ويمكن أن تتطور الطفرات المحركة أيضًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من التدخين، ولكن هذا أقل شيوعًا.
وقد تتعرض النساء غير المدخنات أيضًا للإصابة بسرطان الرئة نتيجة لأمراض رئة أخرى مثل الانسداد الرئوي المزمن والربو والتليف الرئوي.
قد تزيد أنواع معينة من الفيروسات من خطر الإصابة بسرطان الرئة مثل: فيروس إبشتاين بار، والتهاب الكبد ب، والتهاب الكبد سي، وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).