صحة

هل زيادة تطعيمات الأطفال تؤدي إلى ارتفاع الإصابة بالتوحد؟

ظهر مقطع فيديو على منصة التواصل الاجتماعي X، يلقي باللوم على زيادة التطعيمات في مرحلة الطفولة وتسببها في ارتفاع حالات الإصابة بالتوحد.. فما حقيقة ذلك.

في هذا المقطع، الذي حصد أكثر من 2.7 مشاهدة، يزعم أحد الأطباء أن انتشار مرض التوحد قد زاد بشكل كبير، حيث صرح أنه عندما كان طفلاً، كان مرض التوحد يؤثر على 1 من كل 10.000 طفل.. ولكن الآن أصبح 1 من كل 36، ما يجعله أكبر وباء في مرحلة الطفولة في تاريخ الولايات المتحدة.

وأوضح أحد الأطباء أن ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد “يبدو مرتبطًا بجدول التطعيمات الموسع للأطفال.. في الستينيات كان الأطفال يحصلون على 3 حقن. والآن يواجه الطفل اليوم 108 حقن”.

وواصل الطبيب: “في إحدى الزيارات بين سن عام واحد وسنتين، يتم إعطاء 13 حقنة في المجموع للأطفال، وقد ثبت جيدًا أنه إذا مرض الطفل بجولة كبيرة من الحقن، وأصيب بنوبة، فهناك احتمال بنسبة 40% أن يصاب المخ بإصابة، ويصاب بالتوحد.”

 

حقيقة تسبب التطعيمات في الإصابة بالتوحد

هذا الادعاء خاطئ، ولا يوجد دليل علمي على أن التطعيمات في حد ذاتها أو زيادة عدد التطعيمات مرتبطة بالتوحد.. في الواقع هناك الكثير من الأبحاث العلمية التي أجريت حول هذا الموضوع والتي تدعم حقيقة عدم وجود صلة بين التطعيم والتوحد، وفقًا لما نشره موقع medicaldialogues.

 

مرض التوحد

يشير التوحد أو اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من الحالات التي تتميز بتحديات في المهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة والكلام والتواصل غير اللفظي.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن التوحد يؤثر على ما يقدر بنحو 1 من كل 36 طفلًا و1 من كل 45 بالغًا في الولايات المتحدة اليوم.

التوحد عبارة عن حالة تطورية تبدأ في مرحلة الطفولة وترتبط بضعف التواصل والسلوك غير الطبيعي والاعتماد على الآخرين مدى الحياة.

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي قائم على أساس بيولوجي يتميز بعجز مستمر في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي وأنماط سلوكية واهتمامات وأنشطة مقيدة ومتكررة.

رغم أن الأسباب الدقيقة للتوحد ليست مفهومة تمامًا، فإن الأبحاث تسلط الضوء على العديد من عوامل الخطر الرئيسية: مثل العوامل الوراثية، والتأثيرات البيئية، والعوامل العصبية الحيوية.

هل التطعيمات مهمة؟

تقول منظمة الصحة العالمية إن التطعيم إنجاز صحي عالمي مهم، حيث ينقذ ملايين الأرواح سنويًا، وتعمل اللقاحات على تعزيز دفاعات المناعة الطبيعية في الجسم، ما يوفر الحماية ضد الأمراض، ومن خلال تحفيز الاستجابة المناعية، تساعد اللقاحات في تقليل خطر الإصابة بالعدوى. واليوم، تحمي اللقاحات من أكثر من 20 مرضًا مميتًا محتملًا، ما يساهم في حياة أطول وأكثر صحة في جميع الفئات العمرية، يساعد التطعيم في منع 3.5 إلى 5 ملايين حالة وفاة كل عام بسبب أمراض مثل الخناق والتيتانوس والسعال الديكي والإنفلونزا والحصبة.

 

زيادة التطعيمات والإصابة بالتوحد

لا يوجد دليل علمي أو إجماع طبي يدعم الادعاء بأن زيادة جدول التطعيم للأطفال يؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابة بالتوحد لدى الأطفال.

توصلت دراسة تحليلية مبنية على الأدلة ونُشرت في مجلة Vaccine إلى أن التطعيمات لا ترتبط بتطور مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد.

وتقدم مقالة بقلم ليديا ف. جابيس وآخرون في المجلة الأوروبية لطب الأعصاب للأطفال أدلة قوية تظهر عدم وجود صلة بين اللقاحات والتوحد.

كما تقدم دراسة نشرت في مجلة Annals of Internal Medicine أدلة قوية على أن لقاح MMR لا يزيد من خطر الإصابة بالتوحد، ولا يؤدي إلى الإصابة بالتوحد لدى الأطفال الذين قد يكونون أكثر استعدادًا للإصابة به، ولا يرتبط بمجموعات من حالات التوحد بعد التطعيم. ويستند هذا البحث إلى دراسات سابقة من خلال تقديم قوة إحصائية أكبر وفحص الفرضيات المتعلقة بالفئات الفرعية المعرضة للخطر وتجمع الحالات على وجه التحديد.

 

لماذا هذا مهم؟

نشر معلومات كاذبة عن اللقاحات قد يؤدي إلى تفشي أمراض كان من الممكن أن نمنع انتشارها، يقول الدكتور بيتر هوتيز، عالم اللقاحات، الذي حذر بحق من أن “انخفاض معدلات التطعيم يؤدي إلى عودة ظهور أمراض كنا نعتقد ذات يوم أنها تحت السيطرة”.