تقنية

نقل حاسة اللمس رقميًا.. تطور جديد بات قريبًا

لم يعد من الغريب تخيل أن حاسة اللمس قد يمكن نقلها رقميًا في وقت قريب، خصوصًا مع التطور التقني الهائل الذي يشهده مجال التقنية في الآونة الأخيرة.

وقد يساهم تحقيق هذه الفرضية في تحولات ضخمة في مجال الجراحة عن بُعد، كما أنه قد يفتح الباب على عالم جديد من ألعاب الإنترنت.

تطوير قريب!

بحسب ورقة بحثية نشرتها جمعية معايير معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، في يونيو الماضي، قام الباحثون بتطوير معيار “ترميز اللمس للإنترنت اللمسي (HCTI).

هذا المعيار يُتيح إرسال المعلومات اللمسية في اتجاهين مختلفين عبر شبكة الإنترنت، معتمدًا على حزم من البيانات صغيرة الحجم، ولا تتطلب كميات كبيرة من النطاق الترددي.

وحاليًا، يتطلب نقل ردود الفعل باللمس عن بُعد – مثل تحريك ذراع روبوت في موقع هندسي كمثال – إلى إرسال حزم البيانات في كلا الاتجاهين 4 آلاف مرة في الثانية.

ويقول المؤلف الرئيسي للورقة إيكهارد شتاينباخ، أستاذ تكنولوجيا الوسائط في الجامعة التقنية في ميونيخ (TUM)، في بيان، إنه على الرغم من أن تلك التقنية تساعد على تحقيق ردود فعل أكثر واقعية، إلا أنها تفرض ضغطًا كبيرًا على الشبكة التي تنقل حزم البيانات.

ولكن معيار HCTI يحاول تجنب هذا الضغط من خلال تقليل المعدل إلى 100 مرة في الثانية فقط، بما يجعله يقترب من الإدراك البشري، وفق شتاينباخ.

كما يعمل المعيار الجديد على تحسين حلقة التحكم بين المرسل والمستقبل، إلى جانب ضغط المعلومات بطريقة مماثلة لتلك المستخدمة لإرسال ملفات الصوت أو الصور عبر الإنترنت، ولكن بتنسيق ثنائي الاتجاه.

نقل حاسة اللمس رقميًا.. تطور جديد بات قريبًا
يساعد المعيار الجديد الذي توصل إليه الباحثون في جعل الإنترنت ملموسًا

كيف يعمل الترميز الجديد؟

يقول شتاينباك إن الترميز الجديد مخصص لحاسة اللمس فقط على غرار JPEG أو MPEG، متوقعًا الكشف عن المزيد من الترميزات اللمسية الجديدة التي يُجرى تطويرها.

ويقوم الترميز بضغط المعلومات المرسلة عبر الإنترنت، واستبعاد البيانات التي تتخطى الإدراك البشري، وهو ما يكون بإزالة العناصر المرئية والصوتية في ملفات JPEG وMP3، والتي من المستبعد أن يلاحظها البشر.

وعلى الرغم من أن الدقة لن تكون في مستويات مرتفعة، إلا أن تلك العملية ستساهم في تقليل حزمة البيانات بحيث يسهل نقلها.

ولكن في الطبيعي تتم هذه العملية في اتجاه واحد فقط، ولإمكانية نقل حاسة اللمس رقميًا فإن الأمر يتطلب اتصالًا ثنائي الاتجاه لتكون فعالة عن بُعد.

ولذلك تتطلب العملية اتصالات عالية النطاق الترددي وقليلة الكمون، وهو أمر سهل عند تشغيل الروبوتات القريبة، ولكن هناك تحديات أمام تحقيق تلك التقنية عن بٌعد.

وبينما يتم إرسال المعلومات عبر شبكات الألياف الضوئية بسرعة الضوء، فإنها لا تزال تسافر بسرعة قصوى تبلغ 300 كيلومتر في ميلي ثانية واحدة.

ولذلك سيستغرق إرسال حزمة من البيانات اللمسية من ألمانيا إلى اليابان نحو 30 ميلي ثانية، وذلك بخلاف التأخيرات التي يمكن أن تنتج عن أجهزة الاستقبال.

ولكن هذه المدة لن تخلق عملية نقل لمسي تقني فعال، بما يضمن ردود فعل لحظية، وفق القائمون على البحث.

ولكن التقنية الجديدة التي تسمح بضغط البيانات، ستتيح نقل المعلومات بسرعة لتجنب أي تأخير في ردود الفعل قد يلاحظه البشر.

نقل حاسة اللمس رقميًا.. تطور جديد بات قريبًا
يسمح المعيار الجديد بإمكانية إجراء العمليات الجراحية عن بُعد

أهمية المعيار الجديد

يساعد المعيار الجديد في العديد من التطبيقات المستقبلية ومن بينها الجراحة عن بُعد، إذ يمكن التحكم عن بعد في روبوت داخل غرفة العمليات بواسطة جراح خبير في قارة أخرى.

ويمكن للطبيب أيضًا إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية عن بعد للمريض في سيارة إسعاف، وبالتالي تسريع عملية تقديم المساعدة.

وفيما يخص الألعاب والترفيه، سيكون بمقدور المعيار تحسين تجربة اللاعبين من خلال توفير ردود فعل أكثر متعة، كما سيكون له دور فعال في دور السينما رباعية الأبعاد.

وسيساعد كمثال على نقل شعور مصافحة أحد اللاعبين أو المشاهير، ويتكامل المعيار مع سماعات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR بما يحقق تجربة أكثر انغماسًا.

المصدر: Live Science