علوم

هذا ما سيحدث لو دخل ثقب أسود إلى نظامنا الشمسي

تتشكل الثقوب السوداء عندما تنهار نجوم ضخمة بعد انتهاء حياتها، وتظل هذه الأجسام غامضة وتثير اهتمام العلماء باستمرار

تعد الثقوب السوداء أجسام فلكية ذات جاذبية هائلة لا يمكن لأي شيء، بما في ذلك الضوء، الهروب منها.

تتشكل الثقوب السوداء عندما تنهار نجوم ضخمة بعد انتهاء حياتها، وتظل هذه الأجسام غامضة وتثير اهتمام العلماء باستمرار، لكن ماذا سيحدث إذا دخل أحد هذه الثقوب نظامنا الشمسي؟

يقول العلماء إن تأثير دخول ثقب أسود إلى نظامنا الشمسي يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حجم ومسافة الثقب الأسود، وفي العديد من السيناريوهات، لن يحدث الكثير من الضرر.

وأوضحت كارينا فوجل، باحثة ما بعد الدكتوراه في مركز ستراسبورغ للبيانات الفلكية في فرنسا، أن الثقوب السوداء ليست مدمرة بحد ذاتها، حيث إنها مجرد كتلة، تتميز بأنها مضغوطة للغاية، لكنها كتلة، وإنها ليست مكنسة كهربائية كونية.

وأشارت إلى أنه في حال دخول ثقب أسود إلى نظامنا الشمسي، فإن التأثير الأكبر سيكون نتيجة الجاذبية، وستعتمد هذه التأثيرات على كتلة الثقب الأسود.

الثقوب السوداء التي نعرفها أضخم بكثير من الشمس، وجاذبية الشمس تهيمن على النظام الشمسي، لذا أي جسم أضخم من الشمس في جوارنا سيكون له تأثيرات ملحوظة

أنواع الثقوب السوداء

يقول روبرت ماكنيس، أستاذ الفيزياء المساعد بجامعة لويولا في شيكاغو، إن الثقوب السوداء التي نعرفها أضخم بكثير من الشمس، وجاذبية الشمس تهيمن على النظام الشمسي، لذا أي جسم أضخم من الشمس في جوارنا سيكون له تأثيرات ملحوظة.

وأوضح ماكنيس أن الثقوب السوداء تكون إما ذات كتلة نجمية أو هائلة الكتلة وتوجد عادة في مراكز المجرات، وقد يتم إنشاء ثقوب سوداء صغيرة في مسرعات الجسيمات، لكنها تتبخر بسرعة ولا تشكل خطراً، وهناك أيضًا الثقوب السوداء البدائية التي قد تكون تشكلت في الكون المبكر.

وأشار ماكنيس إلى أنه ليس مستبعدًا وجود ثقوب سوداء بدائية بكتلة تضاهي كتلة الأرض، ولن يكون لها تأثيرات جاذبية شديدة.

إذا مر الثقب الأسود داخل مدار زحل، قد ينقل الأرض خارج المنطقة الصالحة للحياة، أما إذا اقترب من مدار المشتري، ستبدأ الأرض في الشعور بتأثيرات المد والجزر، مما يؤدي إلى تبخر المحيطات وظهور الصهارة على السطح، ويصبح الكوكب غير صالح للحياة

تأثيرات محتملة

أوضح ماكنيس أنه إذا مر ثقب أسود ذو كتلة نجمية عبر نظامنا الشمسي، فقد يسبب كارثة، فإن مرور ثقب أسود عبر سحابة أورت قد يتسبب في اضطراب المذنبات والكويكبات، مما يشكل خطراً على الأرض.

وأكدت كارينا فوجل أنه إذا اقترب ثقب أسود من النظام الشمسي على مسافة 100 وحدة فلكية، أي بعد مدار بلوتو بقليل، فقد يغير مدارات أورانوس ونبتون وبلوتو، ولكن لن تتأثر الأرض كثيرًا.

 

وضفت أن الأرض ستشعر بتأثيرات الثقب الأسود فقط عندما يعبر بين مداري أورانوس وبلوتو، وقد يتسبب ذلك في تغيير مدارات الكواكب وفصول السنة، مما قد يؤدي إلى عصر جليدي أو ارتفاع شديد في درجات الحرارة.

وإذا مر الثقب الأسود داخل مدار زحل، قد ينقل الأرض خارج المنطقة الصالحة للحياة، أما إذا اقترب من مدار المشتري، ستبدأ الأرض في الشعور بتأثيرات المد والجزر، مما يؤدي إلى تبخر المحيطات وظهور الصهارة على السطح، ويصبح الكوكب غير صالح للحياة.

وشدد فوجل وماكنيس على أن هذه السيناريوهات غير محتملة للغاية، لأن الثقوب السوداء نادرة جدًا، وفرصة مرور أحدها عبر النظام الشمسي ضئيلة للغاية، وأن هذا السيناريو يصلح ليكون مجرد فيلمًا سينيمائيًا.

المصدر:

livescience