صحة

هل السرطان مرض وراثي؟

يمكن أن يكون السرطان مرضًا وراثيًا، ينجم عن تغيرات في الجينات التي تتحكم في نمو الخلايا وتكاثرها

هل يمكن أن يكون السرطان وراثيًا؟ لطالما أثار هذا السؤال اهتمام الأوساط الطبية والبحثية، بل واهتمام الأشخاص خارج المجال الطبي خاصة ممن لديهم تاريخ عائلي مع مرض السرطان.

وأعادت تصريحات الفنانة كندة علوش التساؤل إلى أذهان المتابعين، حيث كشفت عن تفاصيل إصابتها بسرطان الثدي، وأنها تملك تاريخ مرضي في العائلة مع السرطان، وأن الأورام الخبيثة كانت وراء وفاة جدتها وخالها وخالتها.

السرطان كمرض وراثي

يمكن للسرطان أن يكون مرضًا وراثيًا، ينجم عن تغيرات في الجينات التي تتحكم في نمو الخلايا وتكاثرها، حيث تُعد الخلايا اللبنات الأساسية لجسم الإنسان، وكل خلية تحتوي على نسخة من الجينات التي تعمل كدليل للتعليمات الوراثية.

وتحمل الجينات، التي هي أجزاء من الحمض النووي، التعليمات لتكوين بروتينات أو عدة بروتينات، وقد اكتشف العلماء مئات التغيرات الجينية، المعروفة أيضًا بالمتغيرات أو الطفرات أو التعديلات، التي تسهم في تشكل السرطان ونموه وانتشاره.

يمكن أن تكون هذه التغيرات موروثة أو مكتسبة على مدار الحياة، مما يجعل فهم التفاعل بين الجينات والعوامل البيئية ضروريًا لمكافحة المرض.

وينبغي التوضيح أنه لا يمكن أن ينتقل السرطان نفسه من الآباء إلى الأبناء، والتغيرات الجينية في الخلايا السرطانية لا يمكن أن تنتقل، لكن التغير الجيني الذي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان يمكن أن ينتقل وراثيًا إذا كان موجودًا في بويضة الوالدة أو خلايا الحيوانات المنوية.

تُعتبر متلازمات السرطان العائلية اضطرابًا وراثيًا نادرًا يزيد من خطر إصابة أفراد الأسرة بأنواع معينة من السرطان أكثر من المتوسط

متلازمة السرطان العائلي

تُعتبر متلازمات السرطان العائلية اضطرابًا وراثيًا نادرًا يزيد من خطر إصابة أفراد الأسرة بأنواع معينة من السرطان أكثر من المتوسط، وتنتج هذه المتلازمات عن المتغيرات الجينية الموروثة في بعض الجينات المرتبطة بالسرطان.

وفي بعض متلازمات السرطان العائلية، يكون الأفراد معرضين للإصابة بالسرطان في سن مبكرة، ويساعد فهم هذه المتلازمات في الكشف المبكر والتدخل الوقائي، مما يقلل من تأثير المرض على الأفراد والأسر.

ولكن ليس كل أنواع السرطان التي يبدو أنها تنتشر في العائلات تكون ناجمة عن متلازمات السرطان العائلي، وقد تتسبب البيئة أو العادات المشتركة، مثل التعرض لتلوث الهواء أو تعاطي التبغ، في ظهور نفس النوع من السرطان بين أفراد الأسرة.

ويمكن للطبيب أو مقدم الرعاية الصحية مساعدتك في تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى اختبار للتغيرات الجينية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان

الاختبارات الجينية

يمكن لبعض الاختبارات الجينية الكشف عن وجود تغيرات جينية موروثة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وتُجرى هذه الاختبارات عادةً باستخدام عينة صغيرة من الدم، ولكن يمكن أيضاً استخدام عينات من اللعاب أو الخلايا من داخل الخد أو خلايا الجلد.

ويمكن للطبيب أو مقدم الرعاية الصحية مساعدتك في تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى اختبار للتغيرات الجينية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، حيث يقوم الطبيب بمراجعة تاريخك الطبي الشخصي والعائلي، بما في ذلك حالات السرطان في سن مبكرة أو إصابة عدة أفراد من الأسرة بنفس النوع من السرطان، لتحديد ما إذا كان الاختبار مناسبًا لك.

مدى شيوع السرطان الناجم عن الجينات المعيبة الموروثة

تعد السرطانات الناتجة عن جينات معيبة موروثة أقل شيوعًا بكثير من تلك الناتجة عن التغيرات الجينية الناجمة عن الشيخوخة أو العوامل البيئية الأخرى، حيث تتطور معظم أنواع السرطان بسبب الصدفة وتأثيرات البيئة المحيطة، وليس نتيجة لخطأ جيني محدد موروث.

ويقدر خبراء علم الوراثة أن ما بين 5% إلى 10% من حالات السرطان ترتبط بجينات معيبة موروثة، وتختلف هذه العيوب الجينية في مدى تأثيرها على خطر الإصابة بالسرطان؛ فبعضها يزيد من المخاطر بشكل طفيف، في حين أن بعضها الآخر يمكن أن يزيد من المخاطر بشكل كبير.

المصدر:

American national cancer institute

cancerresearchuk