يظل عالم الأحلام لغزًا بالنسبة للكثيرين، فما يراه النائم خلال نومه يتأرجح ما بين عالم الواقع والخيال وهو ما يثير حفيظة الباحثين لدراسته.
ويقول عالم الأعصاب، راهول غانديال، إن الموضوعات والصور الرئيسية في الأحلام تستحق الاهتمام بها واستخلاص المعاني والإشارات منها.
وفيما يلي أشهر الحقائق والنظريات الغريبة عن الأحلام:
الأحلام ليست عشوائية
يقول غانديال إن هناك قواسم مشتركة بين الأحلام منذ عصر القدماء المصريين وحتى الدراسات الأمريكية الحديثة.
وتتشابه الأحلام فيما يتعلق بالمطاردات والسقوط، وتأتي الأحداث متوافقة بشكل كبير فيما نراه في أحلامنا على مدار العصور المختلفة.
ويوضح غانديال أن رؤية كابوس أو حلم مثير هو أمر مشترك على مستوى العالم، ولكن نادرًا كمثال ما تكون هناك أحلام تتعلق بالرياضيات.
ويفسر ذلك بأن الجزء المسؤول عن المنطق في الدماغ لا يشارك عادة في الأحلام.
الأدمغة تنشط خلال الأحلام
تنشأ الكوابيس وجميع الأحلام من نشاط الدماغ، ولذلك قد نكون نائمين ولكن أدمغتنا تعمل بشكل مستمر.
وتوصل غانديال إلى هذه النتيجة خلال إجرائه عملية جراحية على مريض تعرض لتخدير الجمجمة فقط.
وتركزت العملية في الفص الصدغي الأيسر حيث مركز اللغة، ومن خلال تحفيز الخلايا العصبية بالصعقات الكهربائية، رأى المريض الذي لم يكن مخدرًا بالكامل كابوسًا تكرر معه منذ الطفولة.
الوقت المناسب للإبداع بعد الاستيقاظ مباشرة
يقول غانديال إن الأفكار الجيدة المبدعة يمكن أن تولد خلال الدقائق الأولى بعد الاستيقاظ مباشرة.
ويروى غانديال الطريقة التي كانت يتبعها الرسام الإٍسباني، سلفادور دالي، لتنبيه حس الإبداع لديه إذ كان يجلس على كرسي ويحمل بيده مفتاح معندي مسلط رأسيًا على طبق على الأرض.
وفي اللحظة الذي يستغرق فيها دالي في النوم، كان يسقط المفتاح على الطبق ليوقظه، فيقوم ليلتقط فرشاته ويبدأ في رسم ما رآه خلال لحظات النوم القليلة في لوحاته السريالية.
أحلام الخيانة
يواجه البعض أحلامًا تتعلق بخيانة شريكهم بشكل جسدي، سواء كان ذلك في ظل وجود علاقات صحية أو غير صحية.
ويقول الخبراء إن رؤية الأحلام الجنسية مع أشخاص مألوفين لا يعني بالضرورة أمرًا سيئًا، ويمكن تفسيره على أنه تطور لأدمغتنا لتبقى على انفتاح أكبر على الإنجاب وزيادة احتمالية بقاء النوع.
العلاج من الكوابيس
أن يحلم الشخص بكابوس مزعج هو أمر طبيعي، ولكن إذا كان الشخص عالقًا في حلقة من الأحلام المخيفة المتكررة فهو أمر يدعو للقلق.
وكمثال إذا كان الشخص يتعرض لكابوس متكرر يرى فيه أن الطائرة التي يستقلها تتعرض للانفجار، فهو بحاجة لزيارة طبيب نفسي.
ويحاول الطبيب أن يرسم مع المريض مسارًا يرى فيها أن الطائرة تحط بسلام وجميع ركابها بخير، وتساهم تلك الإجراءات في تغيير مسار أحلام العديد من الأشخاص.
أحلام الإنقاذ
يقول غانديال إنه لاحظ أن معظم الأشخاص الذين يتم علاجهم في السرطان في أيامهم الأخيرة، تميل أحلامهم كافة لتكون إيجابية وهو أمر شائع.
ويؤكد غانديال أن هناك دلائل على أن الموت يمكن أن يأتي بحلم أخير، فبمجرد توقف القلب، مع آخر تدفق للدم عبر الشريان السباتي إلى الدماغ، تنفجر كهرباء الدماغ في دقيقة أو دقيقتين بعد الموت القلبي.
ويبدو هذا الأمر مثل أنماط الموجات الدماغية الكهربائية التي تحدث في عملية استرجاع الذاكرة، بحسب غانديال.
بوابة إلى الذات الداخلية
قد تكون الأحلام في الكثير من الأحيان انعكاسًا للصراعات الداخلية للشخص، ويتم التنفيس عنها في صورة كوابيس.
وضرب غانديال مثالًا بحلم كان يراوده خلال فترة وباء كورونا، إذ كان يرى نفسه أنه في قارب ويبحر على خافة شلال ضخم، ويبذل مجهودًا كبيرًا حتى لا يسقط.
وفسر غانديال ذلك بأنه انعكاس للصراعات التي كان يخوضها في ذلك الوقت مثل تربية أبنائيه والعمل كطبيب سرطان وسط مخاوف العدوى، والتي تمثل الشلال في الحلم.
وبشكل عام، يقول غانديال إنه إذا كان هناك حلم قوي فلا ينبغي تجاهله، ولا بد من التمعن فيه لأنه بواية إلى الذات الداخلية، ولكن إذا كان الحلم متكررًا فإنه يعد علامة على حيوية الصحة العقلية.
المصدر: NPR