سياسة

3 مسارات ساهمت في حلحلة الدعم الأوروبي لإسرائيل

كشف الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور على العنزي، أن هناك 3 مسارات ساهمت في تفكيك الموقف الأوروبي الداعم لإسرائيل.

وقال العنزي خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة “الإخبارية”، إن المسار الأول هو “الدبلوماسي”، الذي قامت به المملكة من خلاله بعقد القمة الاستثنائية العربية الإسلامية، التي تشكلت منها اللجنة الوزارية التي نفذت جولات واجتماعات في دول عدة وليس على مستوى الاتحاد الأوروبي فقط.

وأضاف: “المسار الثاني الذي اتبعته المملكة كان المسار “الإغاثي” لدعم صمود الشعب الفلسطيني في هذه الأزمة”.

وتابع العنزي: “المسار الثالث كان الصمود الأسطوري في مقابل آلة التدمير، ورفض مغادرة الشعب لمنازله والتهجير القسري، وكل ذلك أصبح ورقة ضغط على سلطات الاحتلال”.

وفيما يتعلق بالجانب الأوروبي، قال العنزي إن التأثير الواضح لهذه اللجنة بدا في مواقف كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطين.

وأضاف: “هناك العديد من الدول التي غيرت مواقفها، لأن الرأي العام الغربي بدأ يتفهم القضية من خلال وسائل الإعلام والتي بدأت تظهر حقيقة سلطات الاحتلال وحكومتها التي لم تعترف بالسلام ولم يكن في مفهومها السلام”.

وتابع العنزي: “عندما طُرحت المبادرة العربية في عام 2002 والتي كانت تهدف لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، رفضت الدول الغربية هذه المبادرة، وبدأت تعمل على التطبيع الفردي لهذه الدول لعلها تتمكن من تفكيك التلاحم العربي”.

التطبيع مع إسرائيل

قال العنزي إن وحدة العرب يمكن أن تفعل الكثير، مؤكدًا أنه عندما توحدوا خلال العدوان الثلاثي في عام 1956، كان هناك ردة فعل وتعاطف دولي.

وأضاف: “توحدوا أيضًا في عام 1973، وقامت المملكة بالدور الريادي فيما يتعلق بالوقوف خلف جمهورية مصر العربية وسوريا في تلك الحرب، وكان الانتصار”.

وتابع: “اليوم عندما عُقدت قمة الرياض الاستثنائية العربية الإسلامية، توحدوا حول هذا الموقف وكانت النتيجة التي نراها الآن من التأثير على المشهد الدولي في الدعم لإسرائيل، إذ بدأت الكثير من الدول تتنصل من مواقفها السابقة”.

وأشار إلى أن الرؤية السعودية كانت هي الرؤية الصحيحة في القضية الفلسطينية، والتي وضحت منذ أيام الملك عبد العزيز – رحمه الله – عندما قال دعونا نبقى خلف الفلسطينيين وندعمهم.

واستكمل: “وهذا ما تفعله المملكة من دعم اقتصادي ودبلوماسي وحتى عندما تطلب الأمر في السابق الدعم العسكري، لم تتوان السعودية في المشاركة في أي مواجهة عربية كانت”.

وقال: “اليوم أثبتت الرؤية السعودية أن التطبيع مع إسرائيل دون الحصول على عملية سلام كاملة هو مضيعة للوقت، لأن تلك الحكومة اليمينية المتطرفة لا تريد السلام”.

الذريعة الإيرانية

قال العنزي إن إسرائيل كانت تتذرع بإيران فيما يخص زعزعة استقرار المنطقة، ولكن المملكة أزالت تلك الذريعة باتفاق المصالحة مع طهران الذي تم بوساطة صينية في مارس من العام الماضي.

وأضاف: “أثبتت الأحداث أن المشكلة المزعزعة في المنطقة هي إسرائيل، لأنه ما دام ليس هناك حل للقضية الفلسطينية فتتولد الأزمات، وهذا الأمر يتطلب حلًا جذريًا وهو ما تنادي به المملكة”.

وتابع: “ولذلك عندما حاولت الإدارة الأمريكية طرح قضية التطبيع رفضت المملكة رفضًا قاطعًا، لأن السعودية تريد أفعالًا لا أقوال”.

المصدر: الإخبارية