عالم

رغم حصار الموانئ.. كيف انتعشت صادرات أوكرانيا من القمح مجددا؟

غزو روسيا لأوكرانيا والحصار لموانئها في البحر الأسود، قد أعاد توجيه تدفق الحبوب من “سلة غذاء العالم”. أوكرانيا، التي تُعتبر واحدة من أبرز منتجي القمح والذرة والزيوت النباتية في العالم، كانت تصدر الكثير من حبوبها إلى الأسواق الدولية قبل الحرب. في عام 2021، كانت سبعة من أصل عشرة أسواق رئيسية لصادرات الحبوب الأوكرانية تقع في آسيا وشمال إفريقيا (ثمانية عند تضمين تركيا). عندما توقفت تدفقات الحبوب الأوكرانية بشكل مفاجئ بسبب الحرب، ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة وسط مخاوف من نقص عالمي في الغذاء.

مبادرة حبوب البحر الأسود

بعد خمسة أشهر من الحرب، توسطت الأمم المتحدة في صفقة بين أوكرانيا وروسيا وتركيا للسماح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وُقعت مبادرة حبوب البحر الأسود في 22 يوليو 2022، سرعان ما تعافت صادرات الحبوب الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الغزو. حتى بعد انتهاء اتفاقية الحبوب في يوليو 2023 عندما رفضت روسيا تجديدها، وجدت أوكرانيا وشركاؤها طرقًا بديلة للحفاظ على تدفق الحبوب. علاوة على ذلك يتم تصدير الحبوب برا عبر الدول المجاورة. استمرت أوكرانيا في تصدير الحبوب عبر مسار بديل في البحر الأسود، مما قلل من احتمالات التعطيل الروسي.

التحولات في وجهات الصادرات

وفقًا لبيانات قاعدة بيانات التجارة الدولية للأمم المتحدة (UN Comtrade)، انتهى المطاف بمعظم صادرات الحبوب الأوكرانية في أوروبا العام الماضي، حيث شهدت رومانيا وبولندا والمجر زيادات كبيرة في تدفقات الحبوب من جارهم المحاصر. في المقابل، خرجت إندونيسيا وإيران وباكستان والمغرب وتونس من قائمة العشرة الأوائل. إذ اضطرت هذه الدول للبحث عن موردين بديلين لهذه السلعة الغذائية الحيوية.

الخلاصة

لقد أثرت الحرب في أوكرانيا بشكل كبير على تدفق الحبوب العالمية، مما أدى إلى تغييرات جذرية في أسواق التصدير وأسعار المواد الغذائية. رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها أوكرانيا، استطاعت البلاد بالتعاون مع شركائها الدوليين، الحفاظ على استمرار تصدير الحبوب عبر إيجاد طرق بديلة. من خلال هذه الجهود، تمكنت أوكرانيا من تخفيف بعض من الآثار السلبية على الأسواق العالمية، وخاصة في أوروبا، التي أصبحت الآن واحدة من أكبر مستوردي الحبوب الأوكرانية.