يحتفل به العالم في 20 أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للإحصاء، بهدف تسليط الضوء على أهمية علم الإحصاء، والتي تزيد في مواجهة الأزمات، حيث يقع على الإحصائيين مهمة تحليل المشهد رقمياً، وتوقع أثار أي أزمة والتحذير من عواقبها مبكراً؛ ما يساعد متخذي القرار على اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية.
وساهم تفشي وباء كورونا منذ العام الفائت، المزيد من الضوء على أهمية البيانات في إنقاذ الأرواح والتعافي بشكل أفضل، بحسب ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أكتوبر 2020.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة وقتها إلى الالتزام بالاستثمار في الدور الحيوي للبيانات ودعمه في مواجهة تحديات عصرنا، قائلاً إن الإحصاءات أساسية لعملية صنع السياسات القائمة على الأدلة، مضيفاً أن “البيانات الفعلية والمعول عليها وحسنة التوقيت والموثوقة تساعدنا على فهم العالم المتغير الذي نعيش فيه وعلى دفع عجلة التحولات اللازمة، دون ترك أحد خلف الركب”.
وفي ذروة أزمة كورونا، ساعدت علوم البيانات والإحصاء الدول على إنشاء لوحات المعلومات التفاعلية وتحليلات النماذج الوبائية، وكذلك اقتراح أفضل المركبات للمساعدة في الوصول إلى علاجات الفيروس.
كما ساعدت على رسم خريطة لانتشار الوباء على مستوى المناطق في كل دولة، عن طريق حساب معدلات الإصابة في كل منطقة، فضلاً عن تحديد الأماكن الأكثر إصابة بالفيروس، والمناطق التي يتفشى بها الوباء، ما ساعد على اتخاذ خطوات دقيقة لاحتواء البؤر المختلفة.
ولم يقتصر دور الإحصائيين على نقل البيانات فقط، بل تحليلها أيضاً، وقيامهم بربط البيانات الإحصائية التي يجمعونها بعدد السكان في كل منطقة، والمستوى التعليمي لقاطنيها، وعدد المستشفيات المتوفرة فيها؛ ما يساعد الدول على حُسن توجيه خدماتها إلى منطقة بعينها.
[two-column]
في ذروة أزمة كورونا، ساعدت علوم البيانات والإحصاء الدول على إنشاء لوحات المعلومات التفاعلية وتحليلات النماذج الوبائية، وكذلك اقتراح أفضل المركبات للمساعدة في الوصول إلى علاجات الفيروس
[/two-column]
وفي محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجدّ، استُخدمت في جميع أنحاء العالم، تكنولوجيات مثل البيانات الضخمة Big Data والذكاء الاصطناعي، وسهلت معظم المؤسسات الوصول إلى البيانات كخارطة انتشار فيروس كورونا المستجد التي تقترحها جامعة جونز هوبكنز.
وأتاح التحول الرقمي في الدول كمّاً هائلا من البيانات الضخمة التي تساعد في تحليل الواقع واستشراف المستقبل، وهو ما بات المحور الأساسي في مواجهة جائحة كورونا المستجدّ.