سياسة

“دول العتبة النووية”.. ماذا يعني المصطلح؟ وإلى ماذا يشير؟

أدى تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، مؤخراً، حول الملف النووي الإيراني، إلى الحديث عن مخاوف من أن تصبح إيران “دولة عتبة نووية”.. فماذا يعني ذلك المصطلح؟ وإلى ماذا يشير؟

المقصود بمصطلح “دولة عتبة نووية” هو دولة يُشتبه في امتلاكها أسلحة نووية، أو أنها تتطلع إلى حيازة أسلحة نووية، ولا تندرج ضمن “الدول الحائزة للأسلحة النووية”، أي الدول التي قامت ببناء وتفجير سلاح نووي، قبل دخول معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية حيز التنفيذ في الأول من يناير 1967.

استُخدم المصطلح لأول مرة للإشارة إلى الدول التي تمتلك أسلحة نووية من خارج مجموعة الدول الخمس التي تمتلك أسلحة نووية، وهي الدول المعترف بها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي حصلت على أسلحة نووية أو كانت في سبيلها لحيازتها، بحسب النظام الدولي للمعلومات النووية “إينيس”.

تاريخياً، الدول الأولى التي أُطلق عليها اسم “دول عتبة”، هي: إسرائيل والهند وباكستان، لكن المصطلح المذكور اتسع نطاقه منذ ذلك الحين، بين المحللين والخبراء، وفي بعض البيانات الرسمية، ليشمل دولاً أخرى، سواء دول الأطراف أو غير الأطراف في معاهدة حظر الانتشار النووي، مثل جنوب إفريقيا والعراق وكوريا الشمالية وفي الآونة الأخيرة إيران.

ومن الجدير بالذكر هنا، أنه في عام 1968، تحدث وزير الخارجية الأمريكي وقتها دين راسك عن إسرائيل باعتبار أنها في أواخر الشهر الثامن من الحمل النووي أي أنها “دولة عتبة”. في الوقت ذاته تقريباً، وفي خضم المفاوضات حول بيع طائرات فانتوم لتل أبيب، تحدث سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، إسحق رابين، مع بول وارنك، الذي كان يقود المفاوضات مع إسرائيل في ما يتعلق بالإشراف النووي، حول مسألة ما إذا كانت إسرائيل باتت في الواقع دولة نووية.

وادعى وارنك حينه، أنه إذا كانت جميع مكونات السلاح النووي موجودة، حتى في أماكن منفصلة، فمن الواضح أن إسرائيل كانت “دولة عتبة”. ولم يرد رابين بالحقائق، لكنه اقترح بديلاً، وهو أن إجراء التجارب فقط وإصدار إعلان عام، كما فعلت الدول النووية في الماضي، سيظهر أن العتبة النووية قد تم تجاوزها.

[two-column]

استُخدم مصطلح “العتبة النووية” لأول مرة للإشارة إلى الدول التي تمتلك أسلحة نووية من خارج مجموعة الدول الخمس التي تمتلك أسلحة نووية

[/two-column]

وتظهر وثائق أمريكية تعود للفترة الممتدة بين عامي 1969 و1970 أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن إسرائيل في أحد تقاريرهم، كدولة أقرب ما تكون إلى “لف برغي” لصنع قنبلة. ومن وجهة نظر هؤلاء المسؤولين، فإن آخر لفة لهذا البرغي ستكون عملية “تجاوز العتبة”.

وأوضح التقرير الأمريكي، أن عبارة “دولة عتبة نووية” نشأت بين الأكاديميين الذين يبحثون في موضوع الانتشار النووي، لتوصيف نمط سلوك أربع دول نووية من نوع جديد؛ وهي دول الجيل الثاني في الحقبة النووية. ووفقاً للوثائق الأمريكية، كانت إسرائيل هي الأولى بين تلك الدول، تليها الهند وجنوب إفريقيا ثم باكستان.