لا غنى عن ممارسة الرياضة لمن يريدون فقدان الوزن، ولكن الرياضة المسائية قد تكون الخيار الأفضل للمصابين بالسمنة.
وكشفت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة في المساء لمصابي السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، تنطوي على فوائد أكبر.
ووجدت الدراسة التي أُجريت على عينة قوامها 30 ألف شخص مصاب بالسمنة والسكري، أن المشاركين الذين مارسوا الرياضة بين الساعة السادسة مساءً ومنتصف الليل، كانوا أقل عُرضة للإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
ويقول مؤلف الدراسة المنشورة في مجلة Diabetes Care في 10 أبريل، إيمانويل ستاماتاكيس، وهو أيضًا أستاذ النشاط البدني ونمط الحياة والصحة السكانية بجامعة سيدني، إن توقيت ممارسة الرياضة قد يلعب دورًا كبيرًا في التوصيات الخاصة بإدارة مرض السكري والسمنة في المستقبل.
وفي حين أن ممارسة الرياضة المسائية قد يكون الأفضل بالنسبة لبعض الأشخاص، إلا أن القيام بالتمارين في أي وقت آخر خلال اليوم له أيضًا فوائد عدة مقارنة بعدم ممارسة الرياضة على الإطلاق، وفق طبيب الغدد الصماء ومدير مركز جوندا للسكري في جامعة كاليفورنيا للصحة، ماثيو فريبي.
كيف ينعكس توقيت التمرين على الصحة؟
أجرى الباحثون في الدراسة الحديثة تجاربهم على بيانات لـ29,836 شخصًا يعانون من السمنة، مسجلين في قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
ومن بين هذه العينة هناك 3 آلاف منهم يعانون أيضًا من مرض السكري من النوع الثاني، وبلغ متوسط عمر المشاركين نحو 62 عامًا، وكان حوالي 53% منهم من النساء.
وألزم الباحثون المشاركين بارتداء مقياس تسارع المعصم لمدة أسبوع، حتى يمكنهم تتبع النشاط البدني MVPA لكل شخص بدقة.
وطلب القائمون على الدراسة من المشاركين القيام ببعض الأنشطة البدنية التي ترفع معدل ضربات قلب الشخص، مثل المشي السريع وركوب الدراجات والجري.
وقام الباحثون بتحليل البيانات الموجودة في مقياس التسارع الخاص بكل مشارك، من حيث عدد المرات التي قاموا فيها بتمارين ومواعيدها الدقيقة، سواء كانت صباحا أو مساءً.
وبعد تتبع بيانات المشاركين لمدة 8 سنوات، وجد الباحثون أن المشاركين الذين أجروا معظم تمارينهم في المساء كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة.
ما سبب ارتفاع فوائد ممارسة الرياضة المسائية؟
لم يوضح الخبراء تحديدًا الأسباب وراء الفوائد الأكبر للمارسة الرياضة ليلًا، ولكنهم رجحوا ارتباطه بانخفاض مستويات الجلوكوز في الصباح، بما يوفر فوائد أيضية.
واقترح مؤلفو الدراسة ضرورة إجراء أبحاث معمقة لكشف العلاقة بين التمارين الليلة وانخفاض خطر الوفاة وأمراض القلب، وتحديدا ما إذا كان الأول يمكن أن يؤدي إلى الأخير.
ولذلك ينصح الخبراء المصابون بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني بمحاولة تعديل جداول التمارين الخاصة بهم، بحيث يكون جزء منها في المساء حتى ولو كانت تماري غير مكلفة ولا تتطلب الاستراك في الصالات الرياضية.
المصدر: Health