في الوقت الذي يتابع فيه العالم اليوم الإثنين الكسوف الكلي للشمس، ترسل ناسا طائراتها لملاحقته بسرعة 460 ميلًا في الساعة.
وخلال الكسوف سيحجب القمر ضوء الشمس عن الأرض فوق مساحات واسعة من أمريكا الشمالية وكندا، ومناطق أخرى من الكوكب.
ومن المقرر أن تتبع طائرتان من طائرات WB-57 التابعة لناسا الكسوف أثناء تتبع مساره الكلي عبر الولايات المتحدة.
كما سيتم تدريب أدوات خاصة على رصد التغيرات في الغلاف الجوي الخارجي للشمس المعروفة بـ “الإكليل”.
والإكليل هي المنطقة البيضاء التي تتكون حول الشمس خلال حدوث ظاهرة الكسوف الكلي.
لماذا تبذل ناسا هذا الجهد؟
يأمل فريق علمي من وكالة ناسا مكون من 3 علماء، أن يصل إلى معلومات أكثر وضوحًا ودقة عن حرارة الغلاف الخارجي للشمس.
كما يطمح العلماء إلى معرفة التأثير الذي تحدثه الشمس على الغلاف الأيوني للكوكب، واكتشاف الكويكبات غير المرئية التي تتواجد في أغلب الأوقات تحت وهج الشمس.
ويقول الباحث الرئيسي في قياس الغلاف الأيوني والأستاذ المساعد في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في بلاكسبرج بولاية فرجينيا، بهارات كوندوري، في بيان: “الكسوف بمثابة تجربة خاضعة للرقابة”.
وطائرات WB-57، التي تستخدمها ناسا لديها القدرة على التحليق على ارتفاع 15 ألف متر (50 ألف قدم) فوق سطح الأرض.
ومن خلال هذا الارتفاع ستتمكن الطائرات من التحليق فوق الغطاء السحابي والجسيمات الجوية، لالتقاط صور واضحة في الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء.
وستقوم الطائرات بعملها لمدة 6 دقائق و22 ثانية تقريبًا، وهي الفترة المتوقعة لظاهرة الكسوف الكلي للشمس.
وخلال عملية الرصد والتحليق، ستعمل أجهزة قياس الطيف الموجودة على جانبي الطائرات بقياس درجة الحرارة الموجودة في الإكليل، أو ما يُعرف بالانبعاثات الكتلية الإكليلية.
وبالتوازي مع ذلك، ستقوم الكاميرات بقياس ضوء الهالة الوسطى والسفلى إلى أطوال موجية متوسطة للأشعة تحت الحمراء.
كما ستلتقط الكاميرات صورًا دقيقة لهالة الغبار الموجودة حول الشمس، والتي يُعتقد أنها موطن للكويكبات.
وتقول الباحثة في معهد علم الفلك بجامعة هاواي والعالمة الرئيسية في إحدى التجارب، شادية حبال إن هذه العملية ستسمح بجمع قدر كبير من البيانات طوال فترة الكسوف الكلي للشمس.
ومن ناحية أخرى، ستقوم تجربة موازية بدراسة تأثير ظل القمر على الغلاف الأيوني للأرض، مما سيمكن العلماء من العودة بقياس دقيق لشحنته.
ويرى كوندوري أن تلك التجارب ستمنح الفريق القدرة على فهم التغيرات في الإشعاع الشمسي المؤثرة على الغلاف الأيوني.
ولفت إلى أن تلك التأثيرات قد تنعكس على أنظمة الرادار ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المهمان في حياتنا اليومية.
المصدر: Livescience