يُعد التيرانوصور ريكس هو أشهر ديناصور تواجد يومًا ما على سطح الأرض، إذ كان واحدًا من أكبر الأنواع الآكلة للحوم.
وتم اكتشاف حفريات Tyrannosaurus rex قبل 100 عام تقريبًا، وكانت مبهرة لكل من يراها من جميع الأعمار.
وحاليًا يلعب الديناصور ريكس دورًا حيويًا في الدراسات والمتاحف والثقافة الشعبية، بما في ذلك أفلام “الحديقة الجوراسية”.
وكلمة Tyrannosaurus مشتقة من اللغة اليونانية وتعني السحلية القوية، أما rex فتعني “ملك”، ولذلك فهو ملك السحالي القوية.
ومن المتوقع أن يستمر التركيز على التيرانوصور ريكس خلال السنوات المقبلة، وذلك في ظل استمرار تحليل المزيد من حفرياته.
تاريخ التيرانوصور ريكس
تُشير التقديرات إلى أن التيرانوصور ريكس عاش قبل 67 أو 66 مليون سنة، تزامنًا مع العصر الطباشيري.
ويقول خبير التيرانوصور ريكس والأستاذ المشارك في علم الأحياء في كلية قرطاج في ويسكونسن، توماس كار، إن ريكس ربما جاء ضمن الحيوانات القادمة من آسيا نتيجة انخفاض مستوى سطح البحر.
وأوضح أنه قبل 68 مليون سنة، أدى الانخفاض إلى ربط آسيا بأمريكا الشمالية عبر الجسر البري بيرينجيا.
ولكن حتى الآن ليس من الواضح بالضبط متى بدأ عهد التيرانوصور ريكس، ولكن الحقيقة الواضحة أنه انقرض مع الديناصورات الأخرى قبل 66 مليون سنة عندما اصطدم كويكب بالأرض.
خصائص ريكس
يُعد ريكس أحد أكبر الديناصورات آكلة اللحوم المسجلة، وهناك عينة شبه مكتملة تم جمع 90% من عظامها في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي في شيكاغو.
ووفق تلك العينة المعروفة باسم “سو”، يبلغ طول التيرانوصور نحو 41 قدمًا أي 12 مترًا، وطوله نحو 3.8 مترًا.
ولم يتم العثور على ذيل كامل لريكس، وكان وزن البالغين منه يتراوح بين 6,925 و10,450 كيلوغرامًا وفقًا لدراسات مختلفة .
وعلى الرغم من ذلك فإن تي ريكس أكبر الديناصورات آكلة اللحوم، ويحظى بهذا اللقب سبينوصور الذي ربما كان أطول ببضعة أمتار.
تفاصيل اكتشاف تي ريكس
يذهب الفضل في اكتشاف أول حفرية موثقة لـ تي ريكس في هيل كريك، مونتانا في عام 1902، إلى صياد الحفريات الذي عمل في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، بارنوم براون.
وخلال معسكر أقامه براون مع ريتشارد لول، عالم الحفريات في جامعة ييل، وجد العالمان الحفرية بعد فترة قليلة.
وبمجرد جمعها، تم إرسال العظام إلى عالم الحفريات هنري فيرفيلد لتحليلها، وكانت تلك العينة هي المرجع الذي يتم على أساسه تحليل ووصف وتسمية العينات المكتشفة حديثًا.
ويوجد هذا التيرانوصور الآن في متحف كارنيغي للتاريخ الطبيعي في بيتسبرغ، حيث تم نقله بعد مخاوف من احتمال تعرض مدينة نيويورك للقصف خلال الحرب العالمية الثانية.
ولكن تلك العينة لم تكن الأولى المكتشفة لـ تي ريكس، إذ أعلن عالم الحفريات إدوارد كوب في عام 1892 عن اكتشاف حفريتين في داكوتا الجنوبية، يُعتقد أنهما لديناصور ذي قرون.
موطن تي ريكس
وفق سجل الحفريات، عاش التيرانوصور في غرب أمريكا الشمالية، من أقصى الشمال حتى ساسكاتشوان وألبرتا في كندا حاليًا، إلى أقصى الجنوب حتى ما يعرف الآن بتكساس.
وفي نهاية العصر الطباشيري، كانت هذه الأرض جزءًا من جزيرة معروفة باسم لاراميديا، وهي الجزء الممتد الآن من آلاسكا إلى المكسيك.
ومن الناحية التشريحية، فإن ريكس ينتمي بصلة قرابة إلى الديناصور “باتار” الذي تم اكتشافه في منغوليا الحديثة.
وفي دراسة أجريت عام 2016 ، قام كار وستيف بروسات، عالم الحفريات في جامعة إدنبرة في اسكتلندا، بفحص عظام 28 نوعًا مختلفًا من التيرانوصورات، وقاما بإنشاء شجرة عائلة، وتوثيق متى وأين كان كل نوع موجودًا.
ووجد الباحثان أن تي ريكس ينحدر من سلالة الديناصورين Tarbosaurus و Zhuchengtyrannus ، الذيّن عاشا في آسيا.
المراحل الحياتية لـ تي ريكس
يعتقد الباحثون أن التيرانوصور ريكس كان له مرحلتان رئيسيتان في الحياة.
وقال كار إنه خلال المرحلة الأولى، أو حتى سن 13 إلى 14 عامًا، كانت هذه الديناصورات “حيوانات أنيقة جدًا ورشيقة المظهر للغاية”.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية شهدت تحولًا في حجم وكتلة الديناصورات، موضحًا: “أصبحت الجمجمة عميقة، والأسنان سميكة ومكتنزة للغاية وتشبه الثور”.
ولفت إلى أن هذا البناء القوي للديناصور استغرق بضع سنوات فقط.
ويتوقع العلماء أن التيرانوصور تي ريكس أصبح ناضجًا جنسيًا في سن 14 عامًا تقريبًا.
واستدلوا على ذلك من خلال فحص عينات أنثى التيرانوصور الوحيدة التي عُثر عليها، ووجدوا أن العظم النخاعي لها كان يحتوي على رواسب الكالسيوم الإضافية للإناث التي تضع البيض.
وجاء ذلك في دراسة أجريت عام 2005 في مجلة Science، ومن بين الاحتمالات التي ساقها العلماء أنها كانت حاملًا عندما ماتت في عمر 15 عامًا.
لماذا انقرض ريكس؟
منذ حوالي 66 مليون سنة، اصطدم كويكب بالأرض، والذي نتج عنه تداعيات بيئية شديدة.
وإذا كان هناك مجال للنجاة من موجة الاصطدام الأولى، فإن التداعيات التالية كانت ستتسبب في انهيار بيئي، من بينها الحرائق التي تدمر الموائل والأمطار الحمضية ووجود الغبار والحطام في الغلاف الجوي.
ويقول كار إنه ربما عانت الحيوانات من انخفاض حرارة الجسم أيضًا، بسبب حجب السحب لضوء وحرارة الشمس.
المصدر: Livescience
