في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي في المدينة المنورة، بدأت الرحلة. رحلة المحامي السعودي الدولي صالح الطيّار. ولد فيها لأسرة فقيرة وعاش صباه، تربى وتلقى تعليمه، ثم سافر إلى القاهرة حيث جذور والدته، ليلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، قبل أن يتوجه إلى فرنسا لاستكمال دراساته العليا.
لاحقاً، سيحصل على الماجستير عام 1983، ثم الدكتوراه عام 1987، فى موضوع “العقود الدولية لنقل التكنولوجيا”، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. محطات متعددة ورحلة لافتة، قطعها الدكتور صالح الطيّار، حقق فيها إنجازات لافتة، نال تكريمات رفيعة، وشارك في مؤتمرات دولية عديدة، ليصير اسماً بارزاً.
بداية الرحلة
الرحلة الملهمة للمحامي الدولي الدكتور صالح الطيار، سلط عليها الضوء برنامج “جسور” في حلقة ثرية، تحدث خلالها الرجل صاحب المسيرة الملهمة عن محطات حياته. يقول: “طفولتي في المدينة المنورة هي طفولة كل طفل في ذلك الوقت، في ظل مجتمع طيب وهادئ. كلنا جيران وبيت واحد، نعرف بعض، طفولتنا كانت طفولة فاقدين فيها كل متع الحياة التي يعيش فيها أولادنا الآن”.
أضاف: “لم لكن لدينا تلفاز أو أدوات اللعب، كنا نصلي في المسجد ثم نعود إلى البيت. أمي كانت حريصة على تعليمنا، كانت سنداً لي ولأشقائي وأثرت في حياتي بشكل كبير”.
تابع: “بعد الثانوية العامة تقدمت للالتحاق بعدد من الكليات العسكرية، لكن تم رفضي. أصبحت ضاعت عليا الجامعة والكليات العسكرية، ولم يعد أمامي طريق آخر. أغلقت الأبواب أمامي. فقدمت في بعثة من بعثات الدراسة وتم قبولي. ولاحقاً اكتشفت أن هناك تشابه بين اسمي واسم الشخص المقبول للابتعاث، ولما سألت المسؤول عن الأمر أخبرني أنه ليس أنا الذي تم قبولي. فلم يكن أمامي إلا السفر للقاهرة للالتحاق بكلية الحقوق”.
سنوات الدراسة في مصر وفرنسا
في القاهرة، كانت صالح الطيار طالب قانون مجتهد ومثابر، شهد خلال إقامته بالعاصمة المصرية أحداثا مهمة، كما شارك فى أنشطة متعددة، يقول: “نجحت في السنة الأولى لأنضم للبعثة بالرغم من أنها كانت مرحلة صعبة”.
يتابع: “بعد التخرج ما أعجبني أني أصير موظف أو محام، فقررت السفر إلى فرنسا”، لينطلق في مسيرته كمحام، حصل على دكتوراه الدولة في القانون التجاري الخاص من جامعة رين الفرنسية عام 1987، ودائماً ما كان يشعر أنه كمواطن سعودي فهو بمثابة ممثل وسفير لبلده، في كل ما يسعى إلى تحقيقه؛ “من ممارستي لمهنة المحاماة والاستشارات القضائية، وعضويتي في الهيئات والجمعيات الدولية، أو ترؤسّي لمركز الدراسات العربي الاوروبي، وتعييني أميناً عاماً للغرفة التجارية العربية الفرنسية”، على ما قال.
مسيرة لافتة
وحصل المحامي السعودي البارز الدكتور صالح الطيار على وسام الشرف بدرجة فارس من فرنسا، وقد شغل منصب رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي في باريس ونظم أكثر من 24 مؤتمراً في عواصم أوروبية وعربية وله العديد من المؤلفات منها: العقود الدولية لنقل التكنولوجيا والسعودية ومكافحة الإرهاب والمواجهة والمناصحة.
كما تقلد مناصب عديدة منها: أمين عام الغرفة التجارية العربية الفرنسية، وأصبح رئيساً لمنظمة العدالة الدولية بباريس، والممثل- البديل- لمجلس الغرف السعودية المنتدب لمحكمة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس، وعضواً بمركز التحكيم والتوفيق للغرفة التجارية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وغيرها.
وشارك في عشرات الندوات والمؤتمرات والمقابلات التلفزيونية حول قضايا سياسية واقتصادية وأمنية ودينية تهم العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن مقالاته في عدد من الصحف والمجلات العربية والأجنبية.
اقرأ أيضاً:
أغرب صور شهر رمضان من مختلف أنحاء العالم
حوادث السلامة.. ماذا سيفعل الركاب في رحلاتهم الجوية القادمة؟