منوعات عالم

بالصور.. قصة القرية التي تحرسها الجثث

 

مجموعة من أجساد الموتى المُحنّطة، معلّقة على سلسلة صخرية مرتفعة، تحيط بقرية، تسكنها قبيلة يعتقد المنتسبون إليها أن هذه الأجساد “تحميهم من الشرور”.. فما القصة؟

في نوفمبر 2019، نشرت العالمة الألمانية أولا لوهمان صوراً التقطتها خلال رحلة إلى قبيلة “أنجا” في دولة بابوا غينيا، حيث ما زالت تحتفظ هذه القبيلة بعادات وطقوس غريبة، تتعلق بتحنيط أجساد الموتى ووضعها على سلسلة صخرية مرتفعة تحيط بقريتهم، إذ يعتقد السكان أن هذه الأرواح تحميهم وتحرس قريتهم من الشرور.

كانت العالمة الألمانية متجهة في بداية الأمر، إلى بابوا غينيا، لترى البركان المشتعل في المنطقة، ولكن مجرى رحلتها تغيّر بعد أن وجدت كتاب دليل سياحي قديم، يناقش “قصة قبيلة تدخن أجدادها”، وتقول لسي إن إن العربية، إنها فهمت من العبارة أن الأمر يرتبط بالتدخين.

لكن بعد عملية بحث استغرقت 3 سنوات، وجدت “أولا” القبيلة، والتقطت صوراً لمراحل تحنيط الجثث، وتقول إن عملية التحنيط مهمة بالنسبة للقبيلة لكونها تسمح لهم “برؤية” وجه الموتى مما يعتبر شيئاً مهماً بالنسبة لهم.

وتضيف أن مرحلة التحضير للتحنيط تبدأ قبل وفاة الشخص، إذ يختار الموقع الذي يريد أن يحنّط فيه، وتُزرع الأرض للحصول على النباتات التي يمكن للأشخاص الذين يعملون على التحنيط تناولها.

ويعمل 7 أشخاص تقريباً على عملية التحنيط ويمنعوا من مغادرة البيت الذي تتم فيه التجهيزات حتى اكتمال مرحلة التحنيط الأخيرة، إذ يجب عليهم تناول الطعام والنوم مع الميت في البيت طيلة فترة التحنيط، والتي قد تستمر لنحو 6 أسابيع، حسبما نقلت “سي إن إن”.

وأشارت لوهمان، إلى أنه على الشخص الذي سيُحنَط أن يبني كوخاً دائرياً قبل وفاته، حتى يستطيع الدخان أن يدور في المنزل، بينما تستمر مرحلة التحنيط والحرق بجميع مراحلها.

وذكرت العالمة الألمانية تفاصيل حضورها عملية التحنيط، التي تعتبرها الأكثر أهمية بالنسبة لها، والتي وثقتها باستخدام عدسة كاميرتها، إذ قالت، إنها بعد عشر سنوات من الاحتكاك بالقبيلة وقائدها التي اعتبرته بمثابة والد بالتبني لها، تلقت خبر وفاته، فعادت إلى ألمانيا دون رؤية جثته.