بينما تواجه أوكرانيا وضعا صعبا للغاية في ساحة المعركة، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الإثنين الماضي أنه من غير المستبعد إرسال قوات برية غربية لإلحاق الهزيمة بروسيا.
وأكد ماكرون أن هناك إجماعًا أوروبيًا على ضرورة الاستعداد لهجوم روسي محتمل على الدول الأوروبية في السنوات المقبلة، وتحاول الدول الأوروبية إظهار وتقديم مزيد من الدعم لكييف في ظل تأخر المساعدات الأمريكية نتيجة خلافات سياسية مستمرة في الكونغرس.
فسر العديد من الخبراء السياسيين تصريحات ماكرون بأنها تحول في الموقف الفرنسي تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، فكيف ترى روسيا تلك التصريحات؟ الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف يجيب.
قيادات غربية ضعيفة
يرى فيتشسلاف ماتوزوف أن الموقف الفرنسي لم يشهد تغييرًا تجاه روسيا، وأن الرئيس الفرنسي ورئيس وزرائه وكافة الإدارة الفرنسية ضعيفة للغاية وتمتثل لتعليمات الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد ماتزوف على أن جميع القيادات السياسية في دول غرب أوروبا ضعيفة وليست على مستوى قيادات الماضي مثل شارل ديغول أو ونستون تشرشل.
وأشار ماتوزوف أنه لا يتوقع أن يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيوافق على أي تفاوض مع دول الغرب، لأن الفترة من العام 2014 حتى 2022 التي تضمنت اتفاقية مينسك 1 و2 والعديد من المفاوضات السياسية شهدت مراوغة وكذب من الدول الغربية.
وأوضح الدبلوماسي الروسي السابق أن الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني اعترفوا أنهم لم يكن لديهم النية لتطبيق جميع بنود اتفاقية مينسك وكل الاتفاقيات التي وقعوا عليها، ولذلك لا يتوقع أن يحدث أي اتفاقيات مع دول الغرب لوقف الحرب.
القرار في يد واشنطن
أكد الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف أن الوساطة بين روسيا وأوكرانيا ليست في يد موسكو لكنها في يد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح ماتوزوف أن روسيا اتفقت خطيًا مع ممثل أوكرانيا خلال لقاء إسطنبول في أبريل 2022، على توقيع اتفاقية كانت تحتاج فقط لموافقة البرلمان الأوكراني ورئيس أوكرانيا.
وأشار ماتوزوف إلى أن وزير الخارجية الأوكراني ونظيره الروسي اتفقوا آنذاك على بنود تلك الاتفاقية وكانت مقبولة للطرفين، وعلى الرغم من عدم الإفصاح عن بنود الاتفاقية، لكن تعليقات الأطراف المعنية توضح أن روسيا كانت مستعدة للاعتراف باستقلالية لوغانسك، وطرح قضية القرم للنقاش لمدة 15 عامًا، وأن تلك البنود تعد مناسبة لأوكرانيا لذلك وافقت عليها.
وأضاف ماتوزوف أن وزير الخارجية الأوكراني قد أخذ الاتفاقية لدراستها، ثم تغير الموقف الأوكراني لأن القرار ليس بيدها لكن بيد أمريكا، حيث فقدت أوكرانيا الاستقلالية التي تسمح لها بتوقيع مثل تلك الاتفاقية وأن واشنطن هي من تتخذ القرارات.
مرحلة جديدة من العلاقات الدولية
قال ماتوزوف إن روسيا خلال السنتين الماضيتين اتجهت لمزيد من التقارب والتعاون على المستوى الاقتصادي والسياسي مع الدول العربية بشكل غير مسبوق.
وأوضح ماتوزوف أن البرلمان الروسي اتجه مؤخرًا لبناء علاقات قوية مع المملكة العربية السعودية، وهي خطوة مهمة تؤتي بثمارها لأنها قائمة على بناء علاقات تعاونية مع مختلف الدول دون أي توجيهات أو أوامر من طرف إلى الآخر.
وأكد ماتوزوف أن العالم يشهد مرحلة جديدة من بناء العلاقات الدولية، أبرزها مجموعة البريكس التي ضمت العام الماضي السعودية ومصر والإمارات، وأن هناك المزيد من الدول العربية التي قد تنضم إلى المجموعة هذا العام.
إقرأ ايضًا
الرئيس الصيني يحذر الاتحاد الأوروبي من الدخول في مواجهة
لماذا يشكك الرئيس الفرنسي الآن في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار؟
قصر الإليزيه.. تاريخ عريق للقصر الذي يشهد لقاء ولي العهد والرئيس الفرنسي ماكرون