أحداث جارية سياسة

المملكة والكويت.. علاقات راسخة ومسيرة تاريخية متجذرة

السعودية والكويت

يتوجه أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى المملكة العربية السعودية، غدًا الثلاثاء، في زيارة رسمية للبلاد مع وفد رفيع المستوى مرافق له.

تأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات السعودية الكويتية التي تتميز عن غيرها من العلاقات بترابط رسمي وشعبي وثيق بين بلدين شقيقين تجمعهما جغرافيا المكان فضلًا عن الأخوة والمصير المشترك تجاه مختلف القضايا التي تواجه البلدين ومنطقة الخليج العربي بشكل عام.

تاريخ طويل من العلاقات السعودية الكويتية

تعود متانة وقوة العلاقات السعودية الكويتية، إلى عام 1891 حينما حل الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبد العزيز آل سعود ضيوفًا على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبد العزيز الرياض عام 1902.

وبعد توحيد المملكة حرص الملك المؤسس على مواصلة نهج والده الإمام عبد الرحمن الفيصل بأخيه الشيخ مبارك صباح الصباح الملقب بمبارك الكبير.

وسعى الملك عبد العزيز إلى تطوير هذه العلاقة سياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا، وجعلها تتميز بأنماط متعددة من التعاون، فوقع العديد من الاتفاقيات التي تهدف إلى تنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، حيث شملت جوانب الصداقة وحسن الجوار والأمور التجارية، إضافة إلى ما يهتم بالأمور الأمنية.

علاقات متطورة ومصير واحد بين السعودية والكويت

ظهرت قوة العلاقات بين المملكة والكويت وسط الأحداث التي عصفت بمنطقة الخليج العربي، وبسببها أضاف البلدان بعدًا إستراتيجيا جديدًا لمفهوم علاقاتهما الثنائية، بالوقوف يدًا واحدة ضد من تسول له نفسه المساس بسيادة أراضيهما أو مصالح شعبيهما، وإبعاد المنطقة عن شبح الصراعات الدولية.

ومن ذلك مواقف المملكة المشرفة مع دولة الكويت عام 1990 ضد العدوان العراقي على أراضيها، وقتها فتحت المملكة قلبها قبل حدودها للأشقاء الكويتيين حتى عادت الكويت لأهلها.

استمر على هذا النهج أنجال الملك عبد العزيز، الملوك: سعود، خالد، فيصل، فهد، عبد الله، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي لم يدخر جهدًا في الدفع بالعلاقات السعودية الكويتية إلى الأفضل في مختلف الميادين بالتعاون مع أمير الكويت الراحل، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

مجلس التنسيق السعودي الكويتي

حرص الملك سلمان بن عبد العزيز على توثيق روح التعاون بين البلدين، فوافق على إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، عام 2018، وهو مجلس تنسيقي تندرج تحت مظلته مجالات التعاون والعمل المشترك جميعها بين البلدين.

ويهدف المجلس إلى ترجمة العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين والوصول بها إلى التكامل، في سبيل تحقيق أمن ورخاء وسعادة الشعبين.

كما يهدف المجلس إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين، بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان.

ولا تنفك المملكة العربية السعودية ودولة الكويت عن تأكيد وحدة مواقفهما تجاه معالجة قضايا المنطقة والإقليم، والقضايا الدولية ذات العلاقة، سواء عن طريق الرسائل الرسمية، أو الاتصالات الهاتفية، أو الزيارات المتبادلة، لذا كانت آراء البلدين متوافقة مع الكثير من قضايا المنطقة لا سيما مكافحة الإرهاب والتطرف، وتطورات الصراع في بعض المناطق العربية، والتصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية.

 

اقرأ أيضًا:

إيقاف الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا.. لماذا؟

لحظة بكاء مدير منظمة الصحة العالمية بسبب الأوضاع في غزة

مع الجدل حول إنهاء الوجود الأجنبي.. تاريخ التواجد الأمريكي في العراق