على الرغم من أن الموز والتوت مختلفان في الشكل والطعم تمامًا، إلا أنه من الناحية العلمية فإن الموز هو عبارة عن توت.
وليس الموز وحده، ولكن الباذنجان والعنب والبرتقال هم أيضًا في الأصل توت.
ولكن لماذا يُعتبر الموز توتًا؟
بحسب أستاذة علوم النبات بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، جودي جيرنستيدت، فإن التباين في تعريف فاكهة التوت يرجع لأن الناس أطلقوا الاسم على بعض الفواكه منذ آلاف السنين.
وجاءت هذه التسمية قبل أن يتمكن العلماء من وضع تعريف دقيق لكلمة “توت”، وفق موقع “لايف ساينس“.
وبشكل عام فالتوت بالنسبة للكثيرين هو تلك الفاكهة الإسفنجية الصغيرة التي يتم قطفها من الشجر، ولكن بالنسبة للعلم فالأمر مختلف تمامًا.
إذن ما هو التوت؟
وفق التصنيف النباتي، يتكون التوت من 3 طبقات: الطبقة الخارجية أو الجلد الخارجي، ومنطقة اللحم في الوسط أو “الميزوكارب”، والطبقة الداخلية وهي الجزء الذي يحتوي على البذور.
وبمطابقة ذلك، سنجد أن العنب يتوافق مع ذلك التصنيف، فهوي يحتوي على القشرة الخارجية والوسط اللحمي في المنتصف، والبذور الداخلية الموجودة في الجزء الهلامي، بحسب جيرنستيدت.
وتمتلك بعض أنواع الفاكهة الأخرى مثل الموز والبطيخ على نفس الهيكل الطبقي، على الرغم من أنهما يمتلكان قشرة خارجية أكثر صلابة.
بخلاف ذلك، فالفاكهة يجب أن تحتوي على بذرتين أو أكثر لكي يتم اعتبارها توتًا.
ويفسر ذلك لماذا لا ينضم الكرز (يحتوي على بذرة واحدة) إلى فئة التوت، بحسب جيرنستيدت.
علاوة على ذلك، لكي تكون الثمرة توتًا، يجب أن تتطور من زهرة واحدة تحتوي على مبيض واحد، كما قالت جيرنستيدت.
ويندرج تحت هذه الفئة كل من الطماطم والفلفل والتوت البري والباذنجان والكيوي، والتي تأتي جميعًا من زهرة بمبيض واحد، وكذلك التوت أيضًا.
ومن المثير للدهشة أن الفراولة لا يمكن اعتبارها توتًا، وذلك لأنها تمتلك أزهارًا لها أكثر من مبيض.
وقالت جيرنشتيدت، إن توت العليق يحتوي على أجزاء صغيرة عديدة كل منها يأتي من مبيض فردي.
ولفتت إلى أن تلك الأجزاء الصغيرة يسمى كل واحد منها باسم “النوي”.
وقال جيرنشتيدت: “لأن هذه الأنواع من الفاكهة تتكون من العديد من النوى، فإنها تسمى الفاكهة المجمعة”.
ويمكن تصنيف الفراولة بأنها فاكهة مجمعة، ولكن بدلًا من أن تكون تلك الأجزاء الصغيرة بداخلها، تأتي في شكل أشكال بيضاوية صفراء على سطحها.
ويحتوي كل شكل من هذه الأشكال على بذرة صغيرة بداخله.
البرتقال هو أيضًا توت!
تقول الباحثة في جامعة كورنيل في نيويورك، كورتني ويبر، إن البرتقال هو نوع فرعي من التوت يسمى هسبيريديوم.
ويتوفر في البرتقال جميع الصفات التي تؤكد على أنه توت، مثل احتوائه على 3 طبقات لحمية.
ويحتوي البرتقال أيضًا على بذرتين أو أكثر، كما أنه يتطور من زهرة واحدة بمبيض واحد.
لكن ثمار الحمضيات تحتوي على أجزاء مميزة، وهي خاصية تميز هذه الفاكهة عن أنواع التوت الأخرى، وفق ويبر.
ويفسر العلماء هذه الفوضى في تصنيف التوت، نتيجة لابتكار النباتات طرقًا عديدة للتطور وإنتاج البذور.
وللذك سيكون من الصعب تصنيف ثمار الفاكهة الموجودة في الطبيعة، دون وجود نظرة علمية تمكننا من ذلك.
اقرأ أيضًا
قطع أثاث من قشور الفاكهة بأيدي مصممين إيطاليين
هل زيادة الوزن لدى الأطفال والبالغين مرتبطة بعصير الفاكهة؟
هل شرب عصير الفاكهة على شكل “بودرة” ضار بالصحة؟