تمكن فريق من الجراحين من إنقاذ طفلة عانت من مرض نادر، إذ انقلبت معدتها على نفسها في شكل انطوائي لتتركها مع آلام بالغة لمدة يومين.
وتُعرف الحالة التي أصابت الفتاة الإثيوبية البالغة من العمر 12 عامًا باسم “انفتال المعدة”، وفق موقع “لايف ساينس“.
كانت الفتاة بحاجة إلى تدخل طبي طارئ بعد دوران معدتها بزاوية 180 درجة حول نفسها.
وينتج عن هذه الحالة انتفاخ وآلام شديدة في البطن، ويمنعها من التبرز أو التنفس بشكل صحيح.
ويتسبب هذا المرض في وفاة ما بين 30 إلى 50% من المرضى المصابين به.
ويمكن أن يتسبب المرض في انسداد المعدة تمامًا، مما يعيق حركة الطعام عبر العضو وكذلك تدفق الدم والأكسجين إلى المعدة والعودة إلى القلب، مما قد يؤدي إلى موت الأنسجة.
وقد ينتج عن المرض ثقوب في المعدة، والذي يؤدي إلى تسرّب الدم والسوائل.
وربما تتأثر أيضًا حركة ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن يؤدي إلى تسمم في الدم.
بحسب تقرير تم نشره في وقت سابق هذا الشهر في المجلة الدولية لتقارير حالة الجراحة، تمكنت الفتاة من تخطى الخطر والنجاة نتيجة للتشخيص السريع والتدخل الجراحي.
وتم اكتشاف انفتال المعدة لأول مرة في عام 1886، وغالبًا ما يتم تشخيصه لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أو عند الأطفال أقل من عام واحد.
وحتى الآن لا توجد إحصائيات واضحة حول نسبة الإصابة بالمرض، ولكن العلماء يقولون إنه نادر للغاية.
ولا يتعد إجمالي عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المئات في جميع أنحاء العالم .
يحدث الانفتال غالبًا نتيجة لفتق مجاور للمريء حيث يندفع جزء من المعدة إلى تجويف الصدر من خلال فتحة في الحجاب الحاجز.
وهذه الفتحة بمثابة عضلة على شكل قبة تدعم تمدد الصدر وتقلصه أثناء التنفس.
هذا الفتق، الذي يمكن أن يكون ناجمًا عن تشوهات هيكلية أثناء النمو أو عن إصابات مؤلمة في الحجاب الحاجز، يمكن أن يجعل المعدة عرضة للالتواء .
ولكن في حالة الفتاة، كان الانفتال نتيجة لانقلاب المعدة على نفسها، وهو السبب الرئيسي للإصابة لدى ثلث المرضى.
وكتب الباحثون في تقرير الحالة أن مثل هذه الحالات من المرجح أن تظهر عند الأطفال الصغار، وتحدث بسبب ارتخاء الأربطة التي تثبت المعدة عادة في البطن.
وفيما يخص الفتاة تحديدًا، قالوا إن الأربطة التي تربط معدة الفتاة بالجزء الأوسط الأفقي من أمعائها الغليظة كانت غير مستقرة.
في الأغلب يكون التشخيص من خلال تقنيات التصوير المقطعي المحوسب CT أو الأشعة السينية.
ولكن نتيجة لتعطل الجهاز في المستشفى التي لجأت إليها الفتاة، سارع بها الأطباء إلى غرفة العمليات وتم التشخيص خلال الجراحة.
وبمجرد تشخيص انفتال المعدة، يتم علاجه عادةً عن طريق فك المعدة جراحيًا، وتثبيتها على جدار البطن لمنع أي طي في المستقبل.
ولكن في الحالات المتطورة، قد يضطر الأطباء إلى تخفيف الضغط عن المعدة باستخدام أنبوب يدخل عن طريق الأنف.
وتم اتباع تلك الطريقة مع الفتاة، التي شفيت بعد 6 أيام من الجراحة وغادرت المستشفى.
اقرأ أيضاً:
هل يمكن وقف آلام الصداع النصفي بتدليك الرقبة؟.. دراسة جديدة تجيب
رغم نجاحه في علاج كورونا.. لا يزال عقار “باكسلوفيد” قليل الانتشار
