كشفت نظرية علمية حديثة عن الأسباب وراء تقلص وصغر حجم الحيوانات بمرور الزمن، في تعارض واضح مع نظرية التطور التقليدية.
وركّز البحث النظري على بعض الأنواع التي برز فيها تغير الحجم مثل خيول ألاسكا والسلاحف المشفرة وسحالي الجزيرة.
ويُشير البحث إلى أن هناك عاملين رئيسيين يؤثران على حجم الحيوانات وهما: قوة المنافسة المباشرة على الموارد بين الأنواع وخطر الانقراض.
تفاصيل الدراسة
اعتمدت الدراسة المنشورة في مجلة علم الأحياء، اليوم الخميس، على نماذج حاسوبية تحاكي عملية التطور.
وحددت الدراسة الأسباب التي تجعل الأنواع أصغر حجمًا بمرور الوقت، وفق السجلات الأحفورية، بحسب موقع scitechdaily.
وقال قائد الدراسة ومصمم نموذج الحاسوب من جامعة ريدينغ، الدكتور شوفونلال روي، إن حجم الحيوانات يتغير للتكيف مع العوامل المختلفة من موطن وبيئة بمرور الوقت.
واستشهد روي بمحاولة تأقلم الإنسان مع الطقس الحار أو البارد، لتقريب الأمر مع تقلص الحيوانات.
وأشار روي إلى أن التنافس على الموارد يدفع حجم الحيوانات ليكون أصغر، حتى يتكيف مع حصتها من الغذاء.
وكمثال تقلصت الخيول الصغيرة التي عاشت في ألاسكا خلال العصر الجليدي بسرعة، بسبب التغيرات في المناخ والغطاء النباتي.
وعلى عكس، كلما قلت المنافسة وزادت الموارد، تميل أجساد الحيوانات لتكون أكبر وأضخم.
ولكن هذا الأمر يزيد من مخاطر انقراض الأنواع، تمامًا مثلما حدث مع الديناصورات.
قاعدة كوب
أجرى فريق البحث دراسته من خلال تحدي التناقضات التي تطرحها الأدلة الأحفورية على “قاعدة كوب”.
وتُشير قاعدة كوب إلى أن بعض المجموعات من الحيوانات تميل إلى تطوير أجسام أكبر، وذلك على مدى آلاف وملايين السنين.
وتمت تسمية القاعدة تيمنًا باسم إدوارد كوب، عالم الحفريات في القرن التاسع عشر.
ويعود الفضل إلى كوب في اكتشاف أنماط تغير الحيوانات لأول مرة في السجل الأحفوري.
وتقول القاعدة إن إسلاف الخيول كانت صغيرة في حجم الكلاب تقريبًا، ولكن بمرور الوقت زاد حجمها لما هي عليه الآن.
ومع ذلك، تظهر الأدلة الأحفورية اتجاهات متضاربة بشكل ملحوظ، مع زيادة الحجم في بعض المجموعات وانخفاض الحجم في مجموعات أخرى.
الضغط التطوري
ومن خلال نماذج الحاسوب التي تحاكي التطور، وجدت الدراسة أن هناك 3 أنماط لتغير حجم الجسم، تتحدد بظروف مختلفة وهي:
زيادة الحجم التدريجي بمرور الوقت
يحدث هذا عندما يتم تحديد المنافسة بين الأنواع في الغالب من خلال أحجام أجسامها النسبية، بدلاً من الاختلافات المتخصصة.
على سبيل المثال، زاد حجم العديد من أجناس أنواع الحيوانات البحرية (مثل اللافقاريات) تدريجيًا على مدار ملايين السنين.
زيادة الحجم وعلاقته بالانقراض
مع انقراض بعض الحيوانات نتيجة كبر حجمها، توفر تلك العملية مساحة للحيوانات الأخرى لتتطور.
ويحدث الانقراض بشكل متكرر للحيوانات كبيرة الحجم، وشهدت الحيوانات المفترسة انقراضات جماعية مثل الديناصورات والزواحف العملاقة.
تقلص الحجم تدريجيًا بمرور الوقت
وهو النمط الذي تفسره الدراسة الحديثة، والذي يعكس في نفس الوقت نظرية كوب.
ويحدث ذلك عند وجود منافسة قوية وقلة في الموارد والغذاء، ولذلك تواجه الأنواع ضغطًا تطوريًا لتقليل حجمها.
اقرأ أيضًا:
اعتقال نجم هوليوود “أرنولد شوارزنيجر” في ألمانيا
خبير طقس يوضح السبب وراء دفء شتاء هذا العام
لماذا نواجه درجات حرارة منخفضة رغم احترار الكوكب؟