قد تعتقد أن الطقس يمكن أن يصبح سيئًا في الأرض، لكن بالمقارنة مع الكواكب الأخرى في النظام الشمسي فإن الأمر هين على كوكبنا.
الحقيقة أن الطقس على الكواكب الأخرى أكثر تطرفًا.. أمطار حامض الكبريتيك، ورياح الميثان الأسرع من الصوت وظواهر تسحق كل ما تواجهه.
الزهرة
كوكب الزهرة مثلًا يُوصف بأنه قطعة من الجحيم، ومن أكثر كواكب المجموعة الشمسية قسوة في المناخ، الحرارة قد تصل إلى 460 درجة مئوية بسبب غلافه الذي يحبس كميات كبيرة من أشعة الشمس.. لذلك إذا فكر أحد في الهبوط على سطحه سيغلي في الحال.
إضافة إلى ذلك فإن السماء في الزهرة تمطر حمض الكبريتيك شديد التآكل، والذي يحرق جلد أي مسافر بين النجوم.. هذه الأمطار تتبخر قبل أن تصل إلى السطح بسبب درجات الحرارة القصوى على الكوكب.
من الأمور غير المتوقعة أيضًا وجود ثلج على كوكب الزهرة، ليس كالذي نعرفه، لكنه مكون من بقايا للمعادن التي تتبخر بفعل الغلاف الجوي.
الكواكب الغازية
كوكب نبتون من أبعد الكواكب عن الأرض والذي يتميز بتجمع سحب الميثان المتجمدة، والتي تسبب أعنف الرياح في النظام الشمسي دون أي عوامل لإبطائها بسبب طبيعة الكوكب المسطحة، سرعة رياح الميثان الأسرع من الصوت قد تصل إلى 1500 ميل في الساعة.
على سطح نبتون مطر ماسي، بفضل الكربون المتكون في الغلاف الجوي ويتعرض للضغط، وإضافة إلى الحجارة المتساقطة فإن من يقترب من سطح هذا الكوكب سيتجمد على الفور.
توم لاودين، الباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة وارويك والمتخصص في الأرصاد الجوية بين المجرات، يقول إن “الغلاف الجوي العلوي لكوكب الزهرة في الواقع أحد أكثر الأماكن الصالحة للسكن في النظام الشمسي، بصرف النظر عن الأرض”، مضيفًا أن فوق سحب حامض الكبريتيك، هناك نقطة يكون فيها الضغط مساويًا لضغط كوكبنا.
“لن تكون قادرًا على تنفس الغلاف الجوي، ولكن يمكنك أن تتخيل أن تكون في منطاد كبير للهواء الساخن أو شيء مليء بالغلاف الجوي للأرض، وإذا كان لديك قناع أكسجين، فمن المحتمل أن تكون على ما يرام هنا وأنت ترتدي قميصًا وسروالًا قصيرًا”.
كواكب أخرى
بحث لاودين في كواكب خارج مجموعتنا الشمسية، لا سيما كوكب “HD 189733b”ذو اللون الأزرق الغامق الذي يبعد حوالي 63 سنة ضوئية، وهو أقسى طقس معروف بين الكواكب المكتشفة، الرياح عليه تبلغ سرعتها 5000 ميل في الساعة (أقوى ما تم تسجيله على الأرض هو 253 ميلًا في الساعة)، مع درجات حرارة جوية تبلغ 1600 درجة مئوية. يقول لاودن: “ستتبخر الصخور الموجودة على كوكبنا إلى سائل أو غاز هناك”، كما أنها تمطر الزجاج المصهور.
يشير لاودن إلى إن هناك كواكب مماثلة في الحجم والكتلة للأرض تدور حول النجوم القزمة الصغيرة أو “القزم الأحمر”، لكنه لا يعرف مدى ملائمة العيش عليها، ولكي يكون دافئًا بدرجة كافية ولديه ماء سائل على سطحه، يجب أن يكون الكوكب مغلقًا تدريجيًا، مثل قمرنا على الأرض، وهذا يعني أنك ستحصل على جانب مع ضوء النهار الدائم والآخر ليلاً دائمًا.