كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة بين شرب عصير الفاكهة بمعدل كوب أو اثنين يوميًا، وزيادة الوزن لدى البالغين والأطفال.
ووفق أستاذ علم الأوبئة والتغذية في جامعة هارفارد، والتر ويليت، فإن وجود الفاكهة في صورة العصائر يجعل من السهل تناول جرعات زائدة منه.
وأوضح أنه في الطبيعي لا يتناول الشخص ثلاث برتقالات دفعة واحدة، ولكن تناول كوب واحد من عصير البرتقال يُعادل هذه الكمية.
وتابع: “وخلال دقيقتين يمكن للشخص أن يعود ويشرب كوبًا آخرًا، وهو ما يزيد من السعرات الحرارة التي تدخل الجسم ويزيد من نسبة الجلوكوز في الدم”.
يقول الخبراء إنه بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي وجود كمية كبيرة من السكر في الدم إلى مقاومة الأنسولين، وفق سي إن إن.
وينتج أيضًا أمراضًا أخرى مثل متلازمة التمثيل الغذائي، والسكري، وأمراض القلب، والسمنة، وغيرها من الحالات المزمنة.
وقالت طبيبة الغدد الصماء لدى الأطفال، تمارا هانون، إنه على الرغم من أن الدراسة لام تظهر علاقة مباشرة بين تناول العصائر وزيادة الوزن، إلا النتائج متوافقة مع الملاحظات السريرية.
وانطلاقًا من هذه المخاوف، تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الآباء بتجنب إعطاء العصائر تمامًا للأطفال دون السنة.
أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 1 إلى 3 سنوات، فلا يجوز أن يتناولوا العصائر بأكثر من 4 أونصات يوميًا.
ونصحت بـ6 أونصات من العصير للأطفال في المرحلة العمرية من 4 إلى 6 سنوات.
وتقول هانون إنه لا يوجد سببًا لاستبدال العصير بالفواكه بالنسبة للأطفال، إلا إذا كانوا غير قادرين على تناول ثمار الفاكهة لأي سبب آخر.
وشددت على أنه لا يجوز للمراهقين والبالغين أن يشربوا العصير بأكثر من 8 أونصات يوميًا، وفقًا إرشادات التغذية الوطنية.
لفتت هانون إلى أنه لا يجب النظر إلى العصير على أنه مشروب صحي، أو طريقة لإرواء العطش.
وقال المتخصص في الطب الوقائي وطب نمط الحياة، الدكتور ديفيد كاتز، إن التوجيهات العامة تتعارض مع التناول الروتيني للعصائر.
وأوضح أن ذلك يعني استهلاك العصير بدلًا من المياه، أو لتحقيق فوائد صحية، على الرغم من أنها أفضل من المياه الغازية.
قد يكون من غير الواضح للبعض الاختلاف بين تناول الفواكه في صورة ثمار أو في صورة عصير.
ولكن كمثال، فإن تناول تفاحة كاملة لا يؤدي إلى رفع نسبة السكر في الدم مثلما يحدث في حالة العصير، رغم أن الاثنين يحتويان على الفركتوز وهو السكر الطبيعي في الفواكه والخضروات.
وهذا لأنه عند تناول الفاكهة ينطلق الفركتوز ببطء في الدم، في حين أن شرب العصير يغمر الدم بالفركتوز.
وأشارت هانون إلى أن السكريات لها تأثير خطير على أعضاء الجسم، ولذلك فإنه يمتلك آليات للتخلص منها.
ومن بين تلك الآليات تحويل الكبد السعرات الحرارية إلى دهون يمكن تخزينها بسهولة وإبعادها عن الدم.
ولكن هذا ليس الخطر الوحيد، هناك آثار جانبية عدة لكثرة السعرات الحرارية في الجسم.
ونصحت هانون بتقديم الفواكه الكاملة للأطفال ضمن الوجبات إذا كانوا قادرين على تناولها.
وإذا كان من الضروري تناول العصائر، فيجب ألا تتعدى الكمية نصف كوب فقط في اليوم الواحد.
اقرأ ايضاً :
هل يمنحك تناول المغنيسيوم والميلاتونين معًا نوم أفضل؟
