اقتصاد

بالأرقام.. ما مساحة الأراضي الزراعية حول العالم؟

على مدى السنوات الـ50 الماضية، زاد عدد سكان العالم من البشر في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، تسبب هذا الانفجار السكاني في احتياجات أكبر لإنتاج الغذاء، من خلال تربية الماشية، وتوسيع الأراضي الزراعية، وغير ذلك من الزيادات في استخدام الأراضي.

لكن ما مدى توزيع هذه الأراضي بالتساوي على مستوى العالم؟

الأراضي الزراعية في العالم

تُعرف الأراضي الزراعية بأنها مساحات الأراضي المستخدمة لزراعة المحاصيل العشبية للاستهلاك البشري والأعلاف والوقود الحيوي، في بداية القرن 21، انتشرت الأراضي الزراعية في العالم على مساحة 1.142 مليون هكتار من الأراضي.

ومنذ ذلك الحين، جرى التخلي عن بعض هذه الأراضي الزراعية، أو فُقدت بسبب الكوارث الطبيعية، أو أُعيد استخدامها لأغراض الإسكان والري وغيرها من احتياجات البنية التحتية.

وعلى الرغم من ذلك، أدى إنشاء الأراضي الزراعية الجديدة إلى زيادة الغطاء الإجمالي للأراضي الزراعية بنحو 9% وصافي الإنتاج الأولي من المحاصيل بنسبة 25%.

إفريقيا وأمريكا الجنوبية تقودان توسع الأراضي الزراعية

في عام 2019، احتلت الأراضي الزراعية 1.244 مليون هكتار من الأراضي في جميع أنحاء العالم، وكانت أكبر المناطق هي أوروبا وشمال آسيا وجنوب غرب آسيا بحوالي 20% من إجمالي الغطاء لكل منهما.

ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من أن إفريقيا وأمريكا الجنوبية تمتلكان نسبًا أقل من الأراضي الزراعية في العالم، إلا أنهما شهدتا أعلى توسع في الأراضي الزراعية منذ عام 2000.

شهدت دول أمريكا الجنوبية، بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي، ارتفاعًا حادًا في إنتاج المحاصيل بين عامي 2000 و2007. ويمكن أن يُعزى النمو الزراعي في المنطقة إلى اعتماد التقنية الزراعية الحديثة وإنتاج المحاصيل المطلوبة عالميًا مثل فول الصويا.

ويستمر توسع مماثل في الأراضي الزراعية داخل بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في بداية القرن الـ21 حتى اليوم، حيث يقوم المنتجون بزيادة إنتاج المحاصيل لكل من الصادرات ومحاولة التخفيف من ندرة الغذاء.

كانت الكثير من هذه الأراضي الزراعية في العالم عبارة عن غابات وأراضي جافة وسهول وأراضي منخفضة، ويمكن رؤية هذه الخسارة في الغطاء الأخضر بوضوح في جميع أنحاء أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأجزاء من آسيا.

ومع ذلك، فقد شهدت بعض المناطق أيضًا زراعة الأشجار والبساتين وتربية الأحياء المائية لتحل محل الأراضي الزراعية السابقة.. أحد الأمثلة على ذلك هو دلتا ميكونغ في فيتنام، وبالفعل كانت منطقة جنوب شرق آسيا هي المنطقة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا عامًا في غطاء الأراضي الزراعية من عام 2000 إلى عام 2019.

التحرك نحو الزراعة المستدامة

كما أن التوسع في الأراضي الزراعية كان له تكلفة، حيث أدى إلى تدمير مساحات كبيرة من الغطاء الحرجي، والمساهمة بشكل أكبر في تجزئة الحياة البرية وانبعاثات الغازات الدفيئة.

ومع ذلك، فإن الأمل في تحقيق المزيد من التنمية المستدامة لم يفقد. تبحث الدول عن طرق لتحسين الإنتاجية الزراعية بطرق تؤدي إلى تحرير الأراضي.

ومع استمرار تزايد الطلب العالمي على الغذاء، يبدو التوسع والتكثيف الزراعي وشيكاً. لكن الابتكار وتغير المناخ قد يؤديان إلى الارتقاء بالحلول البديلة في المستقبل.

اقرأ أيضًا

الهند والصين عمالقة الزراعة

برؤية سعودية..3 مسارات لتعزيز الزراعة المستدامة في العالم العربي

COP 28.. كيف يساهم إنتاج الأغذية والزراعة في تغير المناخ؟