عادة ما يتجنب الآباء سماع مصطلح “العين الوردية” أو ما يُعرف بـ “التهاب الملتحمة”،عند التحدث عن أطفالهم.
ويُعد هذا النوع من الالتهاب من الأنواع المُعدية، وبمجرد إصابة أحد الأطفال بها فإنها تنتقل بسهولة لباقي أفراد الأسرة.
ما هي العين الوردية؟
يُصيب التهاب العين الوردية منطقة الملتحمة من العين، وهي الطبقة المخاطية الرقيقة الموجودة في السطح الداخلي للجفن وفي أحد أطراف الجزء الأبيض من العين.
وفي الأغلب، يحدث الالتهاب نتيجة إصابة العين ببكتيريا أو فيروسات شديدة العدوى، وفق استشاري العيون في جامعة لندن، الدكتور بارامديب بيخلو.
وفي حين أن الإصابة يمكن أن تحدث من عوامل أخرى مثل الحساسية وتساقط الرموش، إلا أن البكتيريا والفيروسات تظل العامل الأول.
ويحدث حوالي 75% من حالات التهاب الملتحمة المعدي بسبب الفيروسات الغدية، بحسب موقع “لايف ساينس“.
وتلك الفيروسات هي المسببة أيضًا لبعض الأمراض الأخرى، ولها أعراض تُشبه البرد الإنفلونزا.
وتتسم هذه الفيروسات بقدرتها على المقاومة بما في ذلك المطهرات مثل الكحول ومحاليل بيروكسيد الهيدروجين، والمنظفات المنزلية الأخرى.
وأثبتت مراجعة منهجية أُجريت في عام 2020، ومنشورة في مجلة طب وجراحة العيون تلك النتائج.
من ناحية أخرى، فإن احتمالات العدوى تظل قائمة لمدة أسبوعين من وقت إصابة الشخص بالفيروس الغدي.
ويؤكد مؤلفو المراجعة أنه حتى الآن لا توجد علاجات للفيروسات الغدية.
ويقول بلخو إنه في حين أن المضادات الحيوية يكون لها نتائج إيجابية في بعض حالات التهاب الملتحمة، إلا أنها ستكون بلا جدوى عنددما يكون الفيروس هو سبب الإصابة.
ويضيف: “لا توجد مضادات للفيروسات لعلاج الفيروسات المتورطة عادة في التهاب الملتحمة المعدي”.
لماذا تحدث عدوى العين الوردية؟
في الأغلب يصاحب الإصابة بالتهاب العين الوردية احمرار في العين وإدماعها، إلى جانب إفرازات لزجة وشعور بالحرقة والحكة.
ويميل الأشخاص المصابون بالتهاب الملتحمة إلى فرك أعينهم المصابة، ومن هنا تحدث العدوى نتيجة انتقال الفيروس من العين للأيدي ومن ثم للأسطح المختلفة ومنها إلى المحيطين.
ويُعد الرذاذ المتطاير أيضًا إحدى الطرق التي يمكن أن ينتقل من خلالها فيروس العين الوردية، عند عطس المصاب أو سعاله.
وهذه الفيروسات قادرة على الانتشار على طول الأغشية المخاطية التي تربط الجهاز التنفسي والقنوات الدمعية والملتحمة، وفقًا للجمعية الأمريكية للبصريات.
ويقول بخلو إن الإصابات تحدث مباشرة بعد اتصال الشخص السليم مع آخر مصاب بالتهاب الملتحمة أو عدوى الجهاز التنفسي.
ويكون الأطفال هم الأكثر عثرضة للإصابة بتلك العدوى، نتيجة لاتصالهم الدائم مع أقرانهم وعدم قدرتهم على الاعتناء بنظافتهم الشخصية باستمرار، بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.
وبشكل عام تحدث معظم إصابات التهاب الملتحمة بشكل خفيف وتختفي بالعلاج خلال أسبوعين دون مضاعفات.
ولكن العناية بالنظافة الدقيقة هو مفتاح الوصول لشفاء تام، مثل غسل اليدين باستمرار وتطهير الأسطح وتغيير أغطية الفراش يوميًا، وفق بلخو.
اقرأ أيضاً:
يحدث في الشتاء.. 7 طرق للتعامل مع الاضطراب العاطفي الموسمي