أعلن الديوان الأميري الكويتي، أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي وافته المنية، يوم السبت، عن عمر يناهز 86 عاما.
قضى الأمير الراحل 60 عامًا في خدمة الكويت، حيث تقلّد مناصب عديدة في الفترة الأكبر منذ استقلال بلاده في عام 1962.
السيرة الذاتية للشيخ نواف الأحمد
يعد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح هو الأمير الـ 16 لدولة الكويت، والسادس منذ استقلال البلاد عن بريطانيا.
تولى الشيخ نواف منصب ولي العهد على مدى 14 عامًا، إذ أصدر الأمير الراحل الشيخ صباح قرارًا بتزكيته في 7 فبراير 2006.
ولد الشيخ نواف في 25 يونيو عام 1937 في فريج الشيوخ بمدينة الكويت، ونشأ في “قصر دسمان”، الذي كان بيت الحكم في عهد والده الأمير أحمد الجابر، وتلقى تعليمه في المدارس النظامية بالكويت.
تزوج الشيخ نواف من السيدة شريفة سليمان الجاسم الغانم في خمسينيات القرن العشرين، وله أربعة أبناء وبنت واحدة.
بدأ الشيخ نواف الأحمد عمله السياسي بتولي منصب محافظ حولّى عام 1962، ثم عُيّن وزيرًا للداخلية عام 1978.
في 1988، تولى وزارة الدفاع، وقادها خلال أشهر الغزو العراقي السبعة، والتي انتهت بتدخل الولايات المتحدة على رأس تحالف عسكري في حرب الخليج الثانية عام 1991.
وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، كُلف الشيخ نواف بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم أصبح نائبا لرئيس الحرس الوطني في 1994، قبل أن يتولى منصب وزير الداخلية من جديد عام 2003، إلى أن تمت تزكيته وليا للعهد في 2006.
أُسندت الإمارة إلى الشيخ نواف في 29 سبتمبر 2020، وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في اليوم التالي.
شهد العام الأول لولاية الأمير نواف محاسبة مسؤولين كبار متورطين في قضايا فساد، حيث احتجز رئيس مجلس الوزراء السابق جابر المبارك الصباح، ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد الجراح الصباح، على خلفية اتهامهما بالتورط في اختلاسات ما يعرف بـ”صندوق الجيش”، كما تواصل احتجاز مدير إدارة الجنسية والجوازات السابق، مازن الجراح، بعد اتهامه بالتورط في الإتجار بالبشر.
وفي 13 نوفمبر 2021، أصدر الشيخ نواف مرسومين أميرييين بالعفو عن مواطنين ونواب سابقين بالبرلمان.
وتضمن العفو إنهاء عقوبة 11 شخصا وتخفيفها لـ 24 آخرين كانوا مدانين في قضيتي اقتحام مجلس الأمة عام 2011 و”خلية العبدلي” التي أدينت في عام 2017 بالعمل لصالح إيران وحزب الله.
واعتبر ذلك ثمرة للحوار الوطني الذي بدأ في أكتوبر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والذي دعا إليه الشيخ نواف لإيجاد حل للأزمة المستمرة بين الحكومة ومجلس النواب.
ولاقى العفو ترحيبا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية الكويتية، التي أشادت به بوصفه بداية لمرحلة جديدة من العمل السياسي والوحدة الوطنية.