تنادي المنظمات الدولية مختلف بلدان العالم لاتخاذ إجراءات للحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب بما لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ومع تفاقم الأزمة، وتخطي بعض البلدان هذا الحد، يوضح الخبراء أن هذا الاحترار لن يتوزع بالتساوي في جميع أنحاء العالم بسبب عوامل مثل الجغرافيا وأنماط الطقس والتيارات المحيطية وتأثير الأنشطة البشرية.
في السطور التالية، نستعرض الفارق بين معدلات الارتفاع في درجات الحرارة في مختلف مناطق العالم الحالية والمستقبلية، وفق توقعات الجهات المتخصصة.
الحالة الحالية للاحترار
بالنظر إلى الاحترار في عام 2022، نرى أن متوسط الارتفاع في درجات الحرارة يزيد بالفعل بمقدار 1.81 درجة مئوية في المتوسط عن مستويات ما قبل الصناعة.
وفقًا للبيانات الرسمية حول الوضع الحالي، يتأثر الشمال العالمي بشكل أكبر بالتغير المناخي، فنجد أن مستوى الارتفاع في درجات الحرارة وصل إلى 2.37 درجة مئوية في كندا، و2.24 درجة في النرويج، و2.4 درجة في فنلندا، و2.38 درجة في روسيا، و2.46 درجة في كازاخستان.
وبالنسبة للسعودية، فهي لا تزال تحت مستوى الخطر المقدر بـ 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وفي 2022، بلغ مقدار التغير 1.69 درجة.
الاحترار المتوقع في عامي 2050 و2100
استنادًا إلى بيانات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من المتوقع أن يبلغ متوسط الاحترار العالمي 2.75 درجة مئوية فوق متوسط درجات الحرارة في الفترة من 1850 إلى 1900 في عام 2050.
ومن المتوقع أن تشهد منغوليا أكبر ارتفاع في درجات الحرارة قدره 3.76 درجة مئوية، بينما سيكون الارتفاع الأقل في نيوزيلندا بواقع 2.02 درجة مئوية.
ومن المحتمل أن تصاحب درجات الحرارة هذه مخاطر كبيرة تتمثل في الظواهر الجوية المتطرفة التي تشمل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير المرتبطة بها.
كما ستواجه جميع النظم الإيكولوجية مخاطر عالية لفقدان التنوع البيولوجي، بما في ذلك أنظمة المياه العذبة والساحلية والبحرية.
وبالنسبة لتوقعات عام 2100، فهي تنطوي على مستويات أعلى بكثير من المخاطر ما لم يتم تنفيذ تدابير التخفيف والتكيف السريعة في العقود المقبلة.
تشير توقعات عام 2100 أن متوسط الاحترار العالمي سيصل إلى 3.80 درجة مئوية .
ومن المتوقع أن تشهد أكثر من 55 دولة في جميع أنحاء العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة يزيد عن 4 درجات مئوية مقارنة بمتوسطاتها في الفترة من 1850 1900، وما يقرب من 100 دولة فوق 3.5 درجة مئوية.
تعني هذه التوقعات أن من 3 إلى 39% من الأنواع البرية ستواجه مخاطر انقراض عالية جدًا، كما ستؤثر ندرة المياه بشكل كبير على المدن والمزارع والمحطات الكهرومائية، وستشهد حوالي 10% من مساحة اليابسة في العالم ارتفاعات في تدفقات الأنهار العالية والمنخفضة بشكل استثنائي.
وبالإضافة إلى ذلك ستشكل حالات الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة تهديدات كبيرة لإنتاج الغذاء العالمي وإمكانية الوصول إليه، مما يؤدي إلى تآكل الأمن الغذائي والتأثير على الاستقرار الغذائي على نطاق واسع.
كشف حساب لجهود السعودية في مواجهة تغير المناخ
COP 28.. كيف يساهم إنتاج الأغذية والزراعة في تغير المناخ؟
COP 28.. هل تستطيع التقنية حل أزمة المناخ العالمية؟