توفي المستكشف البحري البارز، الكابتن دون والش، عن عمر يناهز 92 عامًا، مغادرًا عالمنا.
قبل أكثر من 60 عامًا، قام “والش” بتحقيق إنجاز استثنائي حيث كان أول شخص يغوص إلى أعمق نقطة في المحيطات، وهي خندق ماريانا الذي يمتد لعمق يصل إلى 11 كيلومترًا تقريبًا.
اتجاه معاكس
في عام 1960، كان العالم مهووسًا بالفضاء، وكان رواد الفضاء يحلمون بأول رحلة لهم إلى الفضاء الخارجي.
ومع ذلك، كان الكابتن دون والش، صاحب الـ 28 عامًا آنذاك، ينظر بشغف إلى العمق البحري بدلاً من السماء.
قبل تنفيذ المهمة التاريخية كان الكابتن دون قد غاص في الغواصة لعمق 100 متر فقط، إلا أن البحرية الأمريكية طلبت منه أن يغوص إلى عمق يزيد عن هذا المستوى بأكثر من مائة مرة.
وكانت الخطة هي الانتقال إلى أعمق نقطة على وجه هذا الكوكب، وهي قاع خندق ماريانا، وهو وادٍ ضيق تحت الماء يقع في المحيط الهادئ، قبالة ساحل غوام.
أعمق رحلة غوص على الإطلاق
بدأ دون وعالم المحيطات السويسري جاك بيكار، الذي صمم غواصة الأعماق مع والده أوغست بيكار، الرحلة التاريخية في 23 يناير 1960.
قال دون إن المساحة داخل الغواصة كانت بحجم ثلاجة منزلية كبيرة، وأن درجة الحرارة في الداخل كانت باردة.
وبينما كان الزوجان يغوصان ببطء في الظلام، بدأت المركبة في الصرير والأنين مع تزايد الضغط.
تم بناء تلك الغواصة لتتحمل أكثر من 1000 مرة من الضغط عند مستوى سطح البحر، ولكن لم يتم اختبارها مطلقًا في هذه الأنواع من الأعماق.
وأوضح دون أنه على عمق نحو 9000 متر، اهتزت الغواصة بقوة مثيرة للقلق، بدا الأمر وكأن شيئًا كبيرًا قد انكسر.
قام دون وجاك بفحص قراءات أجهزتهما بعناية، ولكن بدا كل شيء على ما يرام، لذلك قررا الاستمرار.
وبعد خمس ساعات تجاوز مقياس العمق 10000 متر ولكن لم تكن هناك أي علامة على قاع البحر وبدأوا يتساءلون هل عليهم الاستمرار أم لا.
وأخيرًا بدأ وهج أضواء غواصة الأعماق ينعكس نحوهم، لقد نجح دون وجاك في تحقيق ذلك، فهم الآن على بعد حوالي 11 كيلومترًا تحت سطح البحر ووصلا إلى أسفل خندق ماريانا.
أمضى الزوجان حوالي 20 دقيقة في قاع البحر، وأثناء تفتيش المركبة اكتشفوا مصدر الانفجار الذي سمعوه سابقًا.
تحطمت نافذة أكريليك داخل فتحة المدخل، ولحسن الحظ لم تكن تلك حدود ضغط، ولو كان الأمر كذلك لتسببت في انفجار داخلي فوري.
ماذا حدث للرحلة 763 التابعة للخطوط الجوية السعودية؟