في مثل هذه الأيام كل عام، وفيما يوصف بـ”موسم نزلات البرد”، يصاب الملايين من البالغين والأطفال في الولايات المتحدة بها، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إذ يقول مركز السيطرة على الأمراض أن الطفل العادي يصاب عادة ما بين 6 إلى 10 نزلات برد سنوياً، في حين يصاب الشخص البالغ بحوالي 2 إلى 4 نزلات برد سنوياً.
وبطبيعة الحال، فالأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة وحدها، إذ يمتد ليشمل ملايين الأشخاص في دول العالم المختلفة، غير أنه ثمة سؤال: هل يمكن للطقس البارد أو الممطر أن يجعلك مريضاً؟
وقبل الإجابة على السؤال، ينبغي التوضيح أن فكرة الإصابة بنزلة برد بسبب الطقس العاصف هي مقولة شائعة وتتردد بين كبار السن، وبالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات البحث عبر الإنترنت تظهر أن بعض الناس يتساءلون عما إذا كانت هذه الفكرة صحيحة
موسم نزلات البرد
يقول موقع verifythis إن نزلات البرد هي التهابات طفيفة في الأنف والحنجرة تسببها أكثر من 200 فيروس مختلف، علماً بأن الأكثر شيوعاً هو فيروسات الأنف، والتي تمثل 10 إلى 40% من نزلات البرد، وفقاً لجمعية الرئة الأمريكية.
وتقول مؤسسة جونز هوبكنز الطبية إن نزلات البرد تنتشر غالباً من خلال الرذاذ المحمول جواً الذي يسعل أو يعطس في الهواء بواسطة شخص مريض، ويمكن أيضاً أن تنتشر نزلات البرد عندما يلمس شخص مريض شخصاً آخر أو سطحاً، مثل مقبض الباب.
ومن المرجح أن يصاب الناس بنزلة برد خلال أوائل الخريف وحتى أواخر الشتاء بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك بدء العام الدراسي ووجود عدد كبير من التلاميذ والطلاب في مدرسة ما، والبقاء في الداخل في كثير من الأحيان على مقربة من أشخاص آخرين، بالإضافة انخفاض الرطوبة، غير أن جامعة جونز هوبكنز تشرح على موقعها على الإنترنت أن الطقس البارد لا يسبب نزلة برد.
تقول جونز هوبكنز: “خلافا للاعتقاد الشائع، فإن الطقس البارد أو الشعور بالبرد لا يسبب نزلة برد”، وهو الأمر الذي تتفق معه Mayo Clinic وVirtua Health، وهو نظام للرعاية الصحية مقره في جنوب نيوجيرسي.
“أسطورة”
وتذكر شركة Virtua Health على موقعها أن “الخروج في الطقس البارد سوف يجعلك مريضاً” هي “أسطورة”، موضحة أنه “يمكنك الخروج برأس مبلل وبدون سترة – هذه الأشياء لا علاقة لها بالإصابة بنزلة برد”.
وتضيف: “إن الاتصال المباشر بفيروس البرد يمكن أن يمرضك فقط، وهذا يحدث فقط إذا أصابت نفسك بإفرازات شخص آخر. ويحدث هذا غالباً عندما تلمسه أو تلمس شيئاً لمسه هذا الشخص المريض ثم تلمس عينيك أو أنفك أو وجهك قبل أن تغسل يديك”.
على نفس المنوال، تقول نيها فياس، طبيبة الأسرة في كليفلاند كلينك، لموقع VERIFY إنه لا يوجد دليل مباشر يوضح أن التواجد بالخارج في البرد أو تحت المطر سيؤدي إلى إصابة الشخص بالمرض.
نصائح لتقليل خطر الإصابة بنزلات البرد
وقدمت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عدة نصائح على موقعها الإلكتروني حول طرق المساعدة في تقليل خطر الإصابة بنزلات البرد في موسم الإصابة بها، وأولها غسل اليدين كثيرا بالماء والصابون، لمدة 20 ثانية، وتعليم الأطفال الصغار فعل الشيء نفسه.
وتوضح: “إذا لم يتوفر الماء والصابون، استخدم معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول. يمكن أن تعيش الفيروسات المسببة لنزلات البرد على يديك، ويمكن أن يساعد غسل اليدين بانتظام في حمايتك من الإصابة بالمرض”.
ومن النصائح أيضاً تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك بأيدٍ غير مغسولة، إذ يمكن للفيروسات التي تسبب نزلات البرد أن تدخل جسمك بهذه الطريقة وتصيبك بالمرض، بالإضافة إلى ضرورة الابتعاد عن الأشخاص المرضى، إذ يمكن للأشخاص المرضى نشر الفيروسات التي تسبب نزلات البرد من خلال الاتصال الوثيق مع الآخرين.
اقرأ أيضاً:
لماذا تسبب الإصابة بنزلات البرد صعوبة في السمع؟
