سلط العدوان الإسرائيلي على غزة الضوء على أهمية أسلحة الليزر، وجهود تطويرها خصوصًا من قبل البنتاغون الأمريكي الداعم الأول لجيش الاحتلال.
وتنفق وزارة الدفاع الأميركية نحو مليار دولار على تطوير أسلحة الليزر ونظم الطاقة لأسلحة أخرى، بحسب “سي إن بي سي“.
وتسعى بذلك للتركيز على المهام التي لا يمكن إنجازها باستخدام أنظمة الأسلحة التقليدية، وفق زميل مركز مشروع الدفاع الصاروخي للدراسات الاستراتيجية والدولية، ماساو دالغرين.
وفي يوليو الماضي، وقع الجيش الأمريكي عقدًا بـ 221 مليون دولار مع شركة “لوكهيد مارتن” لتطوير نظام طاقة الليزر المخصص لردع التهديدات الحيوية.
أهمية الليزر
يستخدم الجيش الأمريكي الليزر منذ الحرب الباردة، في أغراض مثل الاستهداف أو الرؤية الليلية.
وتستخدم الرؤية الليلية مستشعرات لتحديد أماكن العدو، من خلال تركيز كمية كبيرة من الإضاءة على نقطة بعينها مراد تفجيرها.
لكن الآن يستطيع الليزر تدمير الصواريخ والطائرات دون طيار، من خلال تركيز كمية طاقة كبيرة عليها.
ولكن التطورات الحديثة جعلت من هذه التكنولوجيا أرخص بكثير وذات قدرات أعلى على استهداف نقاط صغيرة للغاية.
وفي حين أن التطور في هذا المجال جيدًا حتى الآن، إلا أنه لا يزال هناك الكثير، بحسب كولين ديمارتس، مراسل صحفي.
وفي السنة المالية 2023، طلبت وزارة الدفاع الأمريكية 670 مليونًا لإجراء الأبحاث والاختبارات، ثم 345 مليون دولار أخرى من أجل مشتريات تتعلق بهذا العمل.
من ناحية أخرى، تعمل الصين والهند على بناء أسلحتهما الخاصة من الليزر.
وفي حريها على أوكرانيا، تم توجيه اتهامات إلى روسيا باستخدام أسلحة ليزر من خلال الصواريخ والقذائف ضد الطائرات بدون طيار الأوكرانية.
كما استعرضت شركات الدفاع الصينية تكنولوجيا ليزر مضادة للطائرات معرض صربيا للأسلحة.
وهذا الاهتمام يُنذر بأن أسلحة الليزر يمكن أن تلعب دورًا قويًا في ساحات القتال في المستقبل.
كيف يعمل الليزر؟
هناك أنواع متعددة من أسلحة الليزر، والليزر هو اختصار لكلمة تضخيم الضوء “Light Amplification by Stimulated Emission Radiation”.
في الماضي، اختبر الجيش الأمريكي الليزر الكيميائي، والذي ينطوي على مخاطر ضخمة، لأنه يتطلب مواد كيميائية كثيرة للخروج بهذه التفاعلات.
وفي أوائل عام 2000، اختبر سلاح الجو الأمريكي هذا النوع من الليزر لمدة 16 عامًا من خلال برنامج وصلت تكلفته 5 مليارات دولار قبل أن يتم إلغاؤه.
ويوجد أيضًا الليزر الصلب، والذي يتطلب مواد كيميائية أقل والذي يركز الطاقة الحرارية على الهدف بغرض قطعه أو تدميره.
ولكن هذا النوع يتطلب وقتًا أكبر من المعتاد، والذي يتطلب البقاء لفترة أطول بالقرب من الهدف.
ويبحث الجيش الأمريكي بقطاعاته كافة عن طرق جديدة لتطوير أسلحة الليزر.
يقول دالغرين إنه يمكن البدء مع ليزر من فئة 100 كيلووات، ثم توسيع نطاق قوته.
ومع انتقال أسلحة الليزر من مرحلة التجريب إلى التطبيق الفعلي، ستقوم وزارة الدفاع في استخدام هذه التقنية في العديد من المهام.
القبة الحديدية
خلال العقدين الماضيين، طوّرت إسرائيل نظام اعتراض الصواريخ متوسطة المدى وقذائف الهاون والطائرات دون طيار يُعرف بـ “نظام القبة الحديدية”.
وتم تصميم وتنفيذ هذا النظام بواسطة شركة أنظمة الدفاع الإسرائيلية “رافائيل”، والصناعات الفضائية الإسرائيلية.
وهذا النظام له القدرة على التنبؤ والتعرف على التهديدات المحتملة وتحديد نوعها، واعتراضها وإسقاطها قبل بلوغها لهدفها.
وكمثال إذا كان هناك صاروخًا يستهدف منطقة غير مأهولة، سيقوم النظام بتجاهله تمامًا.
وستركز القبة الحديدة في المقابل على القذائف التي تستهدف مناطق أخرى مأهولة.
وعلى الرغم من ذلك، تسعى إسرائيل لتطوير نظامها الدفاعي، الذي يمكن إعاقة عمله أحيانًا بسبب الطقس بالإضافة إلى مداه القصير.
وستبلغ تكلفة الاعتراض في النظام الجديد المسمسى “الشعاع الحديدي” دولارين فقط لكل مرة، في حين تبلغ تكلفة الاعتراض في نظام القبة الحديدية الذي يتكلف 50 ألف دولار في كل مرة اعتراض.
ويقول الخبراء إن نظام الشعاع الحديدي لم يتم تشغيله حتى الآن، ومن الممكن أن يحدث ذلك في وقت لاحق من العام المقبل.
لماذا تهتم وزارة الدفاع الأمريكية بأسلحة الليزر؟
تكلّف أنظمة الليزر الحالية المستخدمة من قبل البحرية الأمريكية وسلاح الجو مبالغ ضخمة لكل اعتراض، كما هو الحال مع القبة الحديدية.
وتسعى الولايات المتحدة من خلال تطوير أسلحة الليزر الخاصة بها، إلى تقليص حجم النفقات.
ويقول الخبراء إن هذا النوع من الأسلحة حاله كحال أي تكنولوجيا حديثة، كلما مر وقت على استخدامه كلما زادت الخبرات والمعرفة عنه.
أبرز وقائع الطرد من الكونغرس عبر التاريخ