سياسة أحداث جارية

لماذا لا ترغب الولايات المتحدة في إيقاف الحرب بغزة؟

بغزة

في الوقت الذي تواجه فيه إدارة بايدن ضغوطاً من الديمقراطيين التقدميين والمسؤولين العرب وحتى بعض الدبلوماسيين الأمريكيين، للمساعدة في إنهاء الحرب في غزة، يبدو أن البيت الأبيض لا يريد بالضرورة وقف القتال، على الأقل ليس بعد، حسب ما تقول صحيفة بوليتيكو الأمريكية.

الصحيفة ذكرت في تقرير مطول أنه “حتى لو فعلت الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن إسرائيل لن تستمع!”، غير أنه مع ارتفاع عدد القتلى، يمكن أن تتغير الحسابات بشكل كبير، بحسب الصحيفة.

“تدمير” حماس!

لا تريد الولايات المتحدة وقف حرب إسرائيل على حماس، فهي تريد أيضاً تدمير حركة المقاومة الفسطينية، تذكر الصحيفة، وتضيف: “عندما يعرض المسؤولون الأمريكيون أهدافهم في هذا الصراع الجديد، فإنهم يذكرون 4 تفاصيل محددة هي: توضيح أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بقوة؛ منع توسيع دائرة القتال خارج قطاع غزة؛  إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة احتجزتهم حماس؛  والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية”.

لذلك، فإن وقف الحرب بين إسرائيل وحماس ليس على القائمة الأمريكية، فما الأسباب؟

يرجع ذلك في المقام الأول إلى أن الولايات المتحدة تتفق مع هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس، وهي حركة فلسطينية صنفتها واشنطن كمنظمة إرهابية، حتى لو لم يكن من الواضح تمامًا كيف سيبدو ذلك في النهاية، وفق ما جاء في تقرير بوليتيكو.

تضيف الصحيفة: “في الوقت الحالي، تضغط الإدارة الأمريكية على إسرائيل للسماح بوقف القتال لأغراض إنسانية وتوخي الحذر في استهدافها.  لكنها لن تدعم وقف إطلاق النار طويل الأمد”.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين يوم الإثنين: “ما زلنا لا نعتقد أن وقف إطلاق النار بشكل كامل مناسب في هذا الوقت”.  وأضاف: “عندما نتحدث عن وقف عام لإطلاق النار، فإن ما يعنيه ذلك هو وقف كامل للقتال في جميع أنحاء غزة، وهو ما نعتقد أنه في هذه المرحلة يفيد حماس”.

في الوقت نفسه، لا تشعر حكومة إسرائيل حاليًا بأي دفع حقيقي من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، باستثناء الضغط المتعلق بأن تقلل إسرائيل عدد المدنيين الذين يقتلون، والسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية، وفق بوليتيكو.

مصالح مشتركة

وتمضي الصحيفة قائلة إن “ما لا يُقال علناً: إن تدمير – أو على الأقل إضعاف حماس – هو في مصلحة الولايات المتحدة على مستويات متعددة. اولها أن حماس هي وكيل لإيران، الخصم الرئيسي للولايات المتحدة، لذا فإن تفكيكها سيضعف طهران. كما أن حماس هي قوة مزعزعة للاستقرار في منطقة لا تزال ذات أهمية حاسمة للمصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة.  كما أن الجماعة المسلحة لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، مما يجعلها عائقًا رئيسيًا أمام حل الدولتين”، حسب ما زعمت بوليتيكو.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الانفصال العلني عن الإسرائيليين قد يضر بعلاقات الولايات المتحدة مع شريك له أهمية حاسمة على الجبهات بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية، تذكر الصحيفة.

اقرأ أيضاً:

قلق الديمقراطيين يتزايد حول حظوظ بايدن.. ما التأثير المتوقع للحرب في غزة على “رئاسية أمريكا”؟

3 اختلافات بين محاكمة ترامب في القضايا الجنائية والاحتيال

نصيب غزة من المتفجرات الإسرائيلية