صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، بأنه تواصل هاتفيًا مع رئيسي حكومتي تايلاند وكمبوديا، وأن الطرفين وافقا على إنهاء المواجهات المسلحة الدائرة بينهما على الحدود، والعودة إلى ترتيبات وقف إطلاق النار التي أشرف عليها بنفسه في وقت سابق من العام.
وأوضح ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه أجرى حديثًا "إيجابيًا للغاية" مع رئيس وزراء تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، ونظيره الكمبودي، هون مانيت، حول تجدد التوترات بين البلدين. وأضاف: "اتفق الجانبان على وقف جميع عمليات إطلاق النار اعتبارًا من مساء اليوم، والعودة إلى الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية". وأكد أن واشنطن ترى أن البلدين مستعدان للسير نحو الاستقرار والحفاظ على العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
تناقض بين الروايتين
جاءت تصريحات ترامب مغايرة لما أدلى به رئيس الوزراء التايلاندي قبل ساعات، إذ لم يشر أنوتين إلى وجود أي تفاهم لوقف الاشتباكات، التي دخلت يومها الخامس الجمعة. وقال إن الجانب التايلاندي طلب من الرئيس الأميركي الضغط على كمبوديا للتراجع عن الهجمات وإزالة الألغام المزروعة على الحدود.
وأضاف أنوتين في تصريحاته: "أبلغت الرئيس ترامب بأننا لم نبدأ الهجوم، وكل ما نقوم به هو الرد على الاعتداءات". وتابع: "هو يطالب بوقف إطلاق النار، وقلت له إنه يتعين عليه إبلاغ أصدقائنا بوضوح بأن المطلوب ليس فقط إعلان الهدنة، بل التزام كمبوديا بوقف النار وسحب قواتها وتفكيك الألغام التي زرعتها. عليهم إثبات ذلك بالأفعال".
تصعيد هو الأعنف منذ سنوات
تشهد الحدود التايلاندية–الكمبودية، الممتدة لمسافة 817 كيلومترًا، قصفًا متبادلًا بالصواريخ والمدفعية في عدة مواقع متنازع عليها، في واحدة من أشد المواجهات منذ الجولة السابقة من القتال التي استمرت خمسة أيام في يوليو، قبل أن تُوقف بوساطة من ترامب الذي تدخّل حينها لاحتواء ما اعتُبر أسوأ صراع بين البلدين في تاريخ علاقاتهما الحديثة.
وأسفرت الاشتباكات الجديدة، وفق تقديرات رسمية من الجانبين، عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا وإصابة أكثر من 260 آخرين، بينما تبادل الطرفان الاتهامات حول الجهة التي أشعلت شرارة العنف من جديد. وكان ترامب يسعى، مرة أخرى، لمنع انهيار التفاهمات التي رعاها، والتي جرى تعميقها في أكتوبر خلال لقاء جمع قادة البلدين في ماليزيا، واتفقوا خلاله على خطة لسحب القوات والعتاد الثقيل، وإطلاق سراح 18 أسيرًا من كمبوديا.
لكن تايلاند علّقت تنفيذ الاتفاق قبل نحو شهر، بعدما أصيب جندي تايلاندي بجروح خطيرة في حادث جديد مرتبط بألغام أرضية تقول بانكوك إن كمبوديا زرعتها مؤخرًا، وهو ما نفته بنوم بنه مرارًا. ويواصل ترامب التأكيد أنه لعب دورًا محوريًا في تهدئة العديد من النزاعات العالمية، إذ جدد الخميس إعلانه أنه "أنهى ثماني حروب"، معربًا عن قناعته بأن الهدنة بين تايلاند وكمبوديا ستعود "إلى وضعها المستقر قريبًا".
اقرأ ايضًا:
نزاع متجذر.. أسباب الصراع المتجدد بين تايلاند وكمبوديا
هل أنهى ترامب حقًا 8 حروب؟
انتهاك أخلاقي يطيح برئيسة وزراء تايلاند من السلطة بعد عام واحد فقط













