سياسة

حرب غزة تعرقل طموحات الصين في الشرق الأوسط

الصين حماس غزة إسرائيل

دفع تصاعد الصراع بين حماس والاحتلال الإسرائيلي الصين للقلق بشأن طموحاتها في منطقة الشرق الأوسط، والتي تعلق عليها آمالًا كبيرة في دعم نفوذها في المنطقة.

وكانت الصين تستعد للعب دور في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن استضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، في بكين، ودعا في غضون ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة رسمية.

وتم الاتفاق وقتها على موعد الزيارة في نهاية شهر أكتوبر الجاري بعد أن وافق على الدعوة، ولكن بعد اندلاع الحرب في غزة بات إتمام الزيارة غير مؤكد.

وخلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع الماضي، طلب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال اتصال هاتفي من وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، استخدام أي نفوذ لبكين في المنطقة لمنع توسيع الصراع في غزة.

طموحات على المحك

يقول الخبراء إن تبني الصين موقف محايد من الأحداث في فلسطين أزعج إسرائيل كثيرًا، وشل خطط بكين لتوسيع نفوذها في المنطقة.

وأضاف أنه في حين أن العلاقات مع إسرائيل قد تتضرر بسبب هذا الموقف، إلا أن الصين قد تعزز من علاقتها مع دول عربية في المقابل خلال المستقبل القريب.

واستشهد على ذلك بالاتصالات التي أجراها مبعوث الصين للشرق الأوسط تشاي جون، مع مسؤولين فلسطينيين ومصريين عبر الهاتف الأسبوع الماضي، والذي دعا خلالها إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم دعم إنساني للشعب الفلسطيني.

كما أجرى جون اتصالات أخرى بمسؤولين إسرائيليين أكد خلالها أن الصين لا تتخذ أي موقف أناني بشأن القضية الفلسطينية ولكنها تقف دائمًا إلى جانب السلام والإنصاف والعدالة.

وأكد مبعوث الشرق الأوسط خلال اتصالاته على استعداد بكين للعمل مع المجتمع الدولي لدعم المحادثات الرامية إلى تحقيق السلام، إذ كانت الصين دائمًا من أنصار حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

علاقات الصين في المنطقة

ترتبط الصين بعلاقات تجارية وسياسية قوية مع إيران، التي تدعم بدورها حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وتقول المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة إكستر، ماريا باباجورجيو، والباحث بجامعة مينهو، محمد إسلامي، إن الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل من شأنه أن يمنح الصين الفرصة لزيادة مبيعاتها من الأسلحة إلى الدول العربية المناهضة للعدوان.

ولكن في نفس الوقت، تسعى الصين لحل الأزمة لحماية مصالحها الاقتصادية في المنطقة وهو ما سيعمل على زيادة انخراطها في الشرق الأوسط.

كما أن الصين تحاول الاستفادة من استنكار بعض الدول العربية لدور الولايات المتحدة الدعم للاحتلال الإسرائيلي، من خلال ترسيخ نفسها كقوة عظمة بديلة في المنطقة.

وعلى الناحية الأخرى، فإن علاقة الصين بإسرائيل ستكون مهددة بسبب نهج الحياد الذي تتبعه نحو الصراع في غزة، مثلما فعلت أيضًا في الحرب الروسية الأوكرانية.

سياسة جديدة

ومنذ أن تولى الرئيس شي، وتسعى الصين لرسم سياسة جديدة في منطقة الشرق الأوسط كان أبرزها مبادرة الحزام والطريق، كما كانت الصين الوسيط الأبرز في المصالحة التي تمت بين السعودية وإيران خلال هذا العام.

هذه الجهود ساهمت في رسم صورة أفضل للصين من الولايات المتحدة في المنطقة، فيما يتعلق بدورها في حل النزاعات بين أطراف عدة.

ويوضح أستاذ العلاقات الدولية الآخر في جامعة رنمين، وانغ ييوي، أن الدولة التي تسعى للقيام بدور الوساطة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تنحاز لجانب دون الآخر.

كانت وسائل الإعلام الصينية شنت هجومًا ضخمًا على الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الصراع قبل 10 أيام، كما ألقوا باللوم على الولايات المتحدة لمساهمتها من خلال دعم إسرائيل في تصاعد التوترات في المنطقة.

“بلينكن”.. رجل الجولات المكوكية في الشرق الأوسط

الأمم المتحدة تحذّر: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

الضحايا من الأطفال في فلسطين وأوكرانيا