علوم

هل يمكن التنبؤ بالبراكين؟

البراكين

على فترات مختلفة من التاريخ، تسبب اندلاع وثوران البراكين في وقوع العديد من الضحايا، ما أظهر الضرورة إلى وجود علم يستطيع التنبؤ بهذه الكوارث الطبيعية لتفادي عواقبها.

وقبل ما يزيد عن 100 عام، تسبب ثوران بركان جبل بيليه في مقتل ما يقرب من 30 ألف شخص في جزيرة مارتينك الكاريبية عام 1902، وفي عام 79 بعد الميلاد قتلت الغازات السامة المتصاعدة من بركان جبل فيزوف في إيطاليا ألفي شخص في دقائق معدودة.

ماذا يعني ثوران البراكين؟

يثور البركان عندما تخرج الصهارة من فتحة البركان الرئيسية إلى الغلاف الجوي أو إلى السطح، بما ينتج عنه انفجارات ضخمة مدفوعة بحرارة الصهارة الموجودة في قلب البركان.

وقد ينتج عن انفجار البركان ونشاطه حدوث الزلازل وتشوه الشكل الخارجي للبركان واندفاع الغازات السامة إلى الغلاف الجوي.

التنبؤ بالبراكين

أحرز علماء البراكين تقدمًا كبيرًا في عملية التنبؤ بالثوران ورصد المخاطر لمحتملة، ويمكن النظر إلى نظام مراقبة بركان “بوبو” الموجود في مدينة مكسيكو سيتي في المكسيك على أنه أكبر مثال على هذا التطور.

ويُعد بوبو من أكثر البراكين نشاطًا على مستوى العالم وأكثرها مراقبة، وتشمل المعدات المستخدمة لمراقبته 10 محطات زلزالية؛ 5 كاميرات فيديو؛ جهازي استشعار صوتيين لتقييم قوة الانفجارات.

وتضم محطات المراقبة أيضًا 3 محطات للأرصاد الجوية الهيدرولوجية لقياس هطول الأمطار والرماد؛ و5 أجهزة استشعار لتقييم التشوهات التي تحدث في الفترة التي تسبق الثوران؛ وكاميرا تصوير حراري.

تساعد هذه الأجهزة على المراقبة بدقة لتجنب أي تهديد وهو ما حدث خلال مايو الماضي، عندما بدأ البركان في نفث الدخان والرماد والصخور المنصهرة، ما نتج عنه رفع مستوى التهديد وإبلاغ السلطات المحلية بالتطورات المستمرة.

ويساعد هذا التنبؤ على اتخاذ الإجراءات المناسبة من إغلاق المدارس والمطارات، وتوقع الزلازل والاستعداد لها وكذلك تجنب سحب الرماد.

تطورات حيوية

خلال العقود القليلة الماضية، شهد علم التنبؤ بالبراكين العديد من التطورات والتقدم في التكنولوجيات المتقدمة، بما سمح بإعلام أكثر من 500 مليون شخص مسبقًا بالتهديدات المحتملة في نطاق وجود البراكين.

وعلى الرغم أن بعض البيانات لم تكن تظهر التوقيتات المحددة لموعد ثوران البراكين، إلا أنها ساهمت في تخمين العلماء بأن شيئًا ما على وشك الحدوث، وهو ما سيشهد تحسنًا أكبر بمرور الوقت، وفق قولهم.

وفي حين أن هذه التطورات حيوية بشكل كبير، إلا أن النشاط البركاني لا يزال يهدد الأرواح والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

يقول عالم البراكين والأستاذ بجامعة أكسفورد، تامسين ماثر، عالم البراكين والأستاذ بجامعة أكسفورد، إن الخطأ في فهم البيانات قد يكون له تأثيرات سلبية في المستقبل، فإذا طلبت من بعض السكان الإخلاء ولم يحدث شيء، فلن تكون لهم نفس الاستجابة في المرة المقبلة.

ومن ناحية أخرى، يقول عالم الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، سيث موران، إنه على الرغم من أن علم التنبؤ بالبراكين شهد تطورات ضخمة عما كان في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن الكثير من الأشياء لازالت مجهولة.

ويوضح أن بعض التنبؤات تتطلب معلومات لا يمكن الوصول لها إلا بتحليل عينات من الصهارة الموجودة على بعد خمسة أميال تحت السطح، وهو أمر يستحيل القيام به.

وتابع: “وإلى أن يطور العلماء مسبارًا يمكنه تحمل أزيز الصهارة عند حوالي 1500 درجة فهرنهايت، فمن غير المرجح أن تتحقق تنبؤات أكثر دقة للثوران على المدى الطويل”.

كيف يتم التنبؤ بالبراكين؟

يقوم العلماء بتحليل الإشارات الواردة لهم من خلال أجزة مراقبة البراكين التي تتضمن أجهزة حساسة، لتحديد طبيعة الاضطرابات التي تحدث بداخلها وخصوصًا الصهارة ومكان وجودها والتي تلعب الدور الرئيسي في ثورات البركان.

وفي البداية كان هدف العلماء هو التأكد مما إذا كان البركان سيثور أم لا، ولكن في السنوات التالية تحول نشاط مراقبة العلماء لدراسة احتمالية ثوران البركان.

ولا تزال القدرة على التنبؤ بالانفجارات البركانية محدودة، حيث تم التنبؤ بدقة بحوالي 20% من الانفجارات البركانية حتى الآن، فيما تستمر أعمال التطوير لأدوات الرصد.

 

7 أشياء غريبة تحدث أثناء كسوف الشمس

لماذا نشعر بأن الوقت يمر بسرعة كلما تقدمنا في العمر؟

أكثر الدول عرضة للكوارث الطبيعية عالميًا