استنادًا إلى البيانات التي قدمها الباحثون في الاجتماع السنوي لجمعية أوروبا لدراسة السكري في هامبورغ، ألمانيا، اتضح أن المتناولين يومياً لـ “الشاي الداكن” كانوا يملكون مخاطر أقل بنسبة 53٪ للإصابة بمرحلة ما قبل السكري ونسبة 47٪ للإصابة بمرض السكري.
كيف عملت الدراسة؟
قام علماء من جامعة أديلايد في أستراليا وجامعة جنوب شرق الصين بفحص بيانات نحو 2000 شخص في جميع أنحاء الصين. كان ما يزيد قليلاً عن نصف البالغين لا يعانون من السكري أو مرحلة ما قبل السكري. وكان حوالي ربعهم يعانون من مرحلة ما قبل السكري والربع الآخر كانوا مصابين بالسكري. تم سؤال المشاركين عن ترددهم في شرب الشاي ونوع الشاي الذي يشربونه. كما خضعوا لعدد من الاختبارات، بما في ذلك قياس الجلوكوز في البول ومقاومة الأنسولين.
استنتاج الدراسة
بعد تحديد الفروق في عوامل نمط الحياة، اكتشف الباحثون أن شرب أي نوع من الشاي يومياً يرتبط بإنخفاض في مقاومة الأنسولين وزيادة في إخراج الجلوكوز في البول. كما اتضح أن لدى شاربي الشاي يومياً نسبة أقل بنسبة 15٪ للإصابة بمرحلة ما قبل السكري ونسبة 28٪ للإصابة بمرض السكري من النوع 2، بالمقارنة مع الذين لم يشربوا الشاي أبدًا.
ما هو دور الشاي الداكن؟
تم العثور على أفضل النتائج بين متناولي “الشاي الداكن”، وفقًا للدكتور تونغزي وو. يجدر بالذكر أن الشاي الداكن هو واحد من ستة أصناف رئيسية للشاي في الصين وهو الوحيد الذي يتم إنتاجه باستخدام التخمير الميكروبي. قد يكون الشاي الداكن مفيدًا بشكل إضافي لصحة المشاركين في الدراسة بسبب عملية التخمير المستخدمة في إنتاجه، والتي قد تؤدي إلى تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات قوية، وزيادة في حساسية الأنسولين وأداء خلايا إفراز الأنسولين، وتنوع أفضل في الجراثيم المعوية، وفقًا للباحثين.
هل الشاي الداكن يحاكي أدوية السكري؟
يمكن أن يحاكي الشاي الداكن تأثيرات فئة من الأدوية الجديدة نسبيًا لعلاج السكري تسمى مثبطات SGLT-2، والتي تسمح للكلى بإفراز المزيد من الجلوكوز، مما يخفض بذلك مستويات السكر في الدم، وفقًا لمؤلفي الدراسة. توفر مثل هذه المثبطات أيضًا تأثيرات واقية للقلب والكلى.
هل يمكن أن يحل الشاي الداكن محل الأدوية؟
مع ذلك، هناك فرق أساسي بين مثبطات SGLT-2 وبين الأدوية التي تزيد من إفراز الأنسولين مثل أدوية فقدان الوزن والسكري الشائعة مثل Wegovy و Ozempic. وفقًا للدكتور أوتبال بجفاني، أستاذ طب الغدد الصماء في جامعة كولومبيا في نيويورك سيتي، هذه ملاحظة مثيرة للاهتمام أن متناولي الشاي الداكن يظهرون زيادة في إخراج الجلوكوز في البول مثل مثبطات SGLT-2، لكن “هناك أدلة غير كافية تشير إلى أن شرب الشاي الداكن قد يكون له تأثيرات إيجابية تشبه” تلك الأدوية.
نسبة الجلوكوز المفرزة مع الشاي الداكن
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن مستويات الجلوكوز المفرزة بواسطة متناولي الشاي الداكن صغيرة جدًا مقارنة بمستويات الجلوكوز التي يفرزها المرضى الذين يتناولون مثبطات SGLT-2، وفقًا للدكتور أباسالون غوتيريز، أستاذ طب الغدد الصماء في مدرسة مكجافرن الطبية بجامعة تكساس هيوستن. ويشير إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أن شرب الشاي الأخضر والقهوة قد يقلل أيضًا من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. على الرغم من التفاؤل، يحذر الباحثون من أن الدراسة لا تثبت وتقتصر على مجرد تلميح بأن شرب الشاي يومياً يحسن من التحكم في مستوى السكر في الدم، وأنهم يسعون لإجراء المزيد من الأبحاث التي قد تؤكد نتائجهم.
تحذير من أطباء العيون: هذا الشيء لا ينبغي عليك فعله أبداً