تحتوي منتجات التنظيف المنزلية على مركبات عضوية متطايرة خطرة، مما يهدد صحة مستخدميها، كما تساهم في تلوث الهواء، إذ ذكرت دراسة أجراها علماء مجموعة العمل البيئي تفاصيل مثيرة للقلق حول المخاطر الصحية المحتملة لمنتجات التنظيف المنزلية الشائعة.
كشفت الدراسة التي نشرت في 12 سبتمبر بمجلة Chemosphere أن منتجات التنظيف التي يتم استخدامها بشكل يومي قد تطلق مئات المركبات العضوية المتطايرة الخطرة، إذ اكتشف العلماء ما مجموعه30 منتجًا، جميعها قادرة على إحداث أضرار صحية مثل تلف الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، بجانب التأثير على النمو والقدرة الإنجابية.
التأثير على جودة الهواء الداخلي
تؤثر المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في منتجات التنظيف على جودة الهواء في الداخل والخارج، ولكنها تلوث الهواء الداخلي أكثر من مرتين إلى خمس مرات مقارنة بالهواء الخارجي، كما تنبعث من بعض المنتجات مركبات عضوية متطايرة يستمر تأثيرها لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر.
وقال “ألكسيس تيمكين”، وهو أحد كبار علماء السموم: “تعد هذه الدراسة بمثابة دعوة لاستيقاظ المستهلكين والباحثين والمنظمين ليكونوا أكثر وعياً بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالعديد من المواد الكيميائية التي تدخل الهواء الداخلي لدينا”، مشيرًا إلى أن هذه النتائج “تؤكد ما توصلنا إليه بشأن ضرورة تقليل التعرض للمركبات العضوية المتطايرة الخطرة – من خلال اختيار المنتجات المناسبة وخاصة تلك التي تكون صديقة للبيئة و”خالية من العطور”.
نتيجة الدراسة
وخلصت الدراسة إلى أن المنتجات التي تحمل علامة “خضراء” تنبعث منها كميات أقل من المركبات العضوية المتطايرة، مقارنة بالمنتجات التقليدية، كما أنتجت المنتجات الخضراء المصنفة على أنها “خالية من العطور” أقل عدد من انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة، ما يقرب من ثماني مرات أقل من المنتجات التقليدية وأربع مرات أقل من المنتجات الخضراء التي حوت العطور في تكوينها.
كما أطلقت المنتجات الخضراء أربع مواد كيميائية فقط مصنفة على أنها خطرة، في المتوسط، مقارنة بحوالي 15 في المنتجات الخضراء ذات العطور و22 في المنتجات التقليدية.
الآثار الصحية
تعتبر الأضرار الصحية للمركبات العضوية المتطايرة مثيرة للقلق بشكل خاص بسبب عدد ممن قد يتعرضون لها أثناء العمل، إذ تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعملون في صناعة التنظيف لديهم خطر أعلى بنسبة 50 بالمائة للإصابة بالربو و43 بالمائة خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، كما تواجه النساء العاملات في هذا المجال أيضًا خطرًا متزايدًا للإصابة بسرطان الرئة.
وقد تكون صحة الأطفال معرضة للخطر أيضًا، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع استخدام بعض المنظفات الداخلية يؤثر على الأطفال في الرحم وفي مرحلة الطفولة ويزيد احتمالية تعرضهم لخطر الإصابة بالربو مبكرًا.
الآثار البيئية
وقالت سامارا جيلر، مديرة قسم علوم التنظيف “قد تضر منتجات التنظيف هذه بصحتنا، ولكنها قد تضر أيضًا بالبيئة”، إذ أوضحت نتائج الدراسة أن استخدام المنتجات قد خلف آثارًا ليس فقط على صحة الإنسان ولكن أيضًا على الصحة البيئية، فالمركبات العضوية الموجودة في مواد التنظيف تزيد من تلوث الهواء الخارجي، مما يزيد من المخاوف البيئية الحالية، إذ قدرت دراسة أجريت عام 2018 أن نصف المركبات العضوية المتطايرة المسؤولة عن تلوث الهواء تنبع من منتجات التنظيف المنزلية، لذا فإن التحول إلى منتجات التنظيف الخضراء يعد طريقة سهلة لتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة. وقالت جيلر: “قد يكون هذا مهمًا بشكل خاص لصحة النساء والأطفال”.
علماء: هذه أسعد المراحل في عمر الإنسان