وجدت دراسة حديثة أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين تلوث الهواء والإصابة بسرطان الثدي، اعتمادًا على دمج بيانات جودة الهواء على مدار عدة سنوات مع بيانات الإصابة بسرطان الثدي في دراسة أمريكية موثوقة.
وكشفت الدراسة التي أعدها باحثو المعاهد الوطنية للصحة ونُشرت في مجلة المعهد الوطني للسرطان قبل أيام، أن العيش في مناطق ذات مستويات مرتفعة من تلوث الهواء، تزيد من مخاطر التعرض للإصابة بسرطان الثدي.
وركزّت الدراسة على بحث العلاقة بين تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة، وارتفاع معدل الإصابات بسرطان الثدي.
ملاحظات الدراسة
وجد الباحثون أن مجموعات النساء التي تعيش في أماكن تشهد ارتفاعًا في نسبة الجزيئات الضارة العالقة في الهواء بأعلى من PM 2.5، كانت نسبة الإصابة بينهن بسرطان الثدي أكبر من نظرائهن الذين يعيشون في أماكن يبلغ مستوى التلوث فيها أقل من PM 2.5.
وأوضحت الدراسة أن الجسيمات التي تعلق في الهواء تكون عبارة عن بع الجزيئات الصلبة والقطرات السائلة، والتي تنتج عن عادم السيارات ودخان الخشب والنباتات والمصانع.
وركزّت الدراسة على قياس تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة بقطر2.5 ميكرون أو أصغر (PM 2.5)، وهو حجم مناسب للاستنشاق ودخول الرئتين.
وتوفر وكالة حماية البيئة موقع عبر الإنترنت Air Now، يمكن من خلاله أن يستعلم الأشخاص عن مدى جودة الهواء في المنطقة التي يعيشون بها من خلال الرقم البريدي.
ولاحظ الباحثون زيادة في حالات الإصابة بسرطان الثدي في المناطق ذات التركيز لأعلى من جسيمات PM 2.5، بنسبة 8%.
وتقول الحاصلة على دكتوراه، والمؤلفة الرئيسية ورئيسة مجموعة البيئة وعلم أوبئة السرطان في المعهد الوطني للصحة البيئية، ألكسندرا وايت، إنه على الرغم من هذا الرقم يمثل زيادة بسيطة، إلا أنه بمثابة تأكيد على الكثير من الأبحاث السابقة التي تربط بين تلوث الهواء والإصابة بسرطان الثدي.
منهجية الدراسة
اعتمدت الدراسة على بيانات من دراسة النظام الغذائي والصحة NIH-AARP، التي شملت عينة قوامها 500 ألف رجل وامرأة في الفترة بين عامي 1995 و1996.
وكانت هذه العينة تًقيم في 6 ولايات أمريكية وهم: كاليفورنيا، فلوريدا، بنسلفانيا، نيوجيرسي، نورث كارولينا، ولويزيانا، إلى جانب المناطق الحضرية في أتلانتا وديترويت.
كان عمر النساء في المجموعة حوالي 62 عامًا في المتوسط، وتم تحديد معظمهن على أنهن من البيض غير اللاتينيين، وتمت متابعتهن لمدة 20 عامًا تقريبًا، تم خلالها تحديد 158,70 حالة سرطان ثدي.
وخلال الدراسة، حدد الباحثون المتوسط السنوي التاريخي لتركيزات PM2.5 في مكان إقامة كل مشارك.
وبسبب أن السرطان مرض يأخذ وقتًا طويلًا حتى يتطور أو تظهر أعراضه، فركّز الباحثون على تعرض المشاركين لتلوث الهواء خلال فترة 10-15 سنة قبل التسجيل في الدراسة.
وترى مؤلفة رئيسية وباحثة رئيسية في الدراسة في NCI، رينا جونز، إن تقييم مستويات تلوث كانت محور البحث، انطلاقًا من أن سرطان الثدي يحتاج لوقت طويل ليتطور.
التنمر بين طلاب المدارس.. أبرز ما جاء في دليل “الصحة”
أحبط نظرية قديمة.. بحث جديد يكشف العلاقة بين مرض السكري والاكتئاب