يراقب الجميع خاصة مسؤولي الصحة في مختلف أنحاء العالم عن كثب السلالة الجديدة لفيروس كورونا “بيرولا”، التي تنتشر عالميًا خاصة في المملكة المتحدة بسرعة كبيرة، ويسعى الجميع لمعرفة مدى اختلافها مقارنة بالسلالات السابقة، وأعراض الإصابة بها وخطورتها.
وأوضح العلماء أن السلالة الجديدة المعروفة علميًا باسم BA.2.86، هي متحور مشتق من سلالة “Omicron”، وإن أكثر ما يثير قلقهم هو وجود 35 طفرة في بروتينه الشوكي، وهو جزء الفيروس الذي صممت لقاحات كوفيد لاستهدافه.
أعراض “بيرولا”
حذر العلماء من أن المتحور الجديد لفيروس كورونا ما زال تحت الدراسة، وأنه من المبكر تحديد أعراض معينة والقول إنها تشير للإصابة بـ”بيرولا”، ولكن حتى الآن تعد أعراضه مشابهة لأعراض السلالات السابقة للفيروس، والتي تشمل سيلان الأنف والعطس، ويقول البروفيسور لورانس يونغ، عالم الفيروسات في جامعة وارويك، إن المناعة الناجمة عن العدوى السابقة والتطعيم أدوا إلى تغيير الأعراض المرتبطة بكوفيد على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأضاف “بيرولا” أن الأمر أصبح يشبه نزلات البرد الآن أكثر بكثير مما كان عليه عندما واجهنا كوفيد لأول مرة، لكن ذلك لا يعني أن المصابين به آمنون من الخطر خاصة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
وأوضحت نتائج دراسة حديثة أن سيلان الأنف هو العرض الأكثر شيوعًا يليه الصداع، ثم التعب المرتبط بالنوم غير المنعش أي أن يشعر المصاب بالإرهاق عند الاستيقاظ من النوم كما أنه لم يرتح أو لم ينم على الإطلاق.
كما شملت الأعراض التي تم رصدها التهاب الحلق، والحمى، والسعال المستمر الذي عرف دائمًا أنه أحد الأعراض الثلاثة “الكلاسيكية” لفيروس كوفيد، إلى جانب الحمى وفقدان حاستي التذوق أو الشم.
ويشير العلماء إلى أن عادة ما يكون السعال جافاً، إلا إذا كان المريض يعاني من حالة رئوية كامنة تجعله يسعل عادة مع البلغم أو المخاط، موضحين أن مصاحبة بلغم أخضر أو أصفر مع السعال قد يكون علامة على وجود عدوى بكتيرية إضافية في الرئتين تحتاج إلى علاج.
هل “بيرولا” أكثر خطورة؟
أكد معهد ستاتنز سيروم في الدنمارك أنه يختبر الفيروس لتقييم ما إذا كان يشكل تهديدا، وأنه حتى الآن لا يوجد أي دليل على أن بيرولا يسبب مرضا أكثر خطورة.
ومن جانبه قال مسؤولو وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن الأمر سيستغرق عدة أسابيع لنمو الفيروس وتأكيد خصائصه البيولوجية، مضيفين أنه لا يمكن إجراء الدراسات الوبائية حتى يكون هناك عدد أكبر من الحالات التي يجب تضمينها، وأنه لم يتم ملاحظة أن هذا المتحور أكثر خطورة من المتحورات الأخرى المشتقة من سلالة أوميكرون، ولم يتم تحديد مدى قدرة الفيروس على تجاوز اللقاحات أو المناعة المكتسبة من الإصابات السابقة.
وفي هذا السياق قال مسؤولون من وزارة الصحة في ميشيغان، إن الحالة الأولى التي تم تسجيلها للمتحور في الولايات المتحدة، كانت لرجل مسن وكان لديه أعراض خفيفة ولم يتم نقله إلى المستشفى، أما الحالة الأمريكية الثانية، هي التي تم اكتشافها في فرجينيا بعد سفر المريض من اليابان، فكانت بدون أعراض.
اللقاحات ومتحور “بيرولا”
تشير التحليلات الأولية للعلماء إلى أن “بيرولا” قد يكون أكثر قدرة على التسبب في العدوى للأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد أو تم تطعيمهم ضده، لكن مسؤولي الصحة في المملكة المتحدة لم يصدروا بعد إعلان رسمي حول ما إذا كان المتحور الجديد لديه أي قدرة على التهرب من الحماية التي توفرها اللقاحات مقارنة بمتحورات أوميكرون الأخرى.
ويقول ستيف راسل، الرئيس التنفيذي للتسليم والمدير الوطني للتطعيمات والفحص، بهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، إنه من الصعب تحديد خاليًا قدرة اللقاحات على الحد من خطورة “بيرولا”، لكن يمكننا القول أن هذا المتحور هو الأكثر إثارة للقلق منذ ظهور أوميكرون لأول مرة
وأضاف “راسل” أن الوقاية هي أفضل أسلوب للتعامل مع المتحور الجديد إلى حين إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات عليه، بالإضافة إلى تطعيم جميع المؤهلين لتناول اللقاح، حتى لو لم تعمل اللقاحات بشكل مثالي ضد المتحور، فمن المرجح أن تظل المناعة صامدة وأن يقلل اللقاح من حدة الفيروس وخطورته.
ظهور سلسلة جديدة من “كورونا”.. ما نعرفه عن متحور “بيرولا”