كشفت دراستان حديثتان عن مخاطر صحية للأغذية فائقة المعالجة، والتي شهدت تزايدًا في استخدامها عالميًا خلال الآونة الأخيرة.
وتشمل هذه الأغذية الحبوب وألواح البروتين والمشروبات الغازية والوجبات الجاهزة السريعة والمجمدة، والتي تتسبب في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية.
ويرتفع استهلاك الأغذية فائقة المعالجة UPF بشكل كبير في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إذ تصل نسبتها إلى أكثر من 50% من النظام الغذائي للأشخاص هناك.
وفي المناطق المحرومة أو الأكثر فقرًا، تتزايد النسبة لتصل إلى 80% من إجمالي النظام الغذائي.
ماذا وجدت الدراسات؟
كشفت الدراسة الأولى والتي أُجريت على عينة من النساء قوامها 10 آلاف سيدة لمدة 15 عامًا، أن الأكثر استهلاكًا منهن للأغذية فائقة المعالجة أكثر عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم عن غيرهن.
وبالتبعية فإن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وتمدد الأوعية الدموية وأمراض الكلى والخرف.
وفي الدراسة الثانية التي أُجريت على 325 ألف شخص من الرجال والنساء، وجدت أن الأكثر استخدامًا للأغذية فائقة المعالجة كانوا عرضة بنسبة 24٪ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها النوبات القلبية والسكتات الدماغية والذبحة الصدرية.
ودفعت نتائج هذه الدراسات الخبراء لدق ناقوس الخطر، وحث الحكومات وأصحاب القرار على اتخاذ قرارات عاجلة.
طبيعة الأطعمة فائقة المعالجة
يمكن أن ترجع خطورة الأغذية فائقة المعالجة UPF إلى المراحل المتعددة التي مرت بها خلال عملية التصنيع مثل البسترة والتخمير والتعليب، والتي تشمل إضافة مجموعات مختلفة من المواد مثل الملح والسكر والمواد الحافظة والمواد المضافة.
وتتسبب هذه المراحل الطويلة من المعالجة في فقدان الأطعمة لقيمتها الغذائية وعناصرها المفيدة وتغير من خصائصها، على عكس نظرائها من الأطعمة الطازجة.
كما أن هناك دراسات سابقة أشارت إلى وجود علاقة بين الإكثار من تناول هذه الأطعمة والإصابة بأمراض أخرى، مثل السمنة والسكري من النوع الثاني والسرطان.
وقالت إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة الأولى، أنوشريا بانت، إن العديد من الأشخاص لم يعلموا أن بعض الأغذية التي يشترونها من المتاجر مثل الأطعمة قليلة الدسم على غرار الزبادي، والتي يعتقدون بأنها صحية، ليست كذلك في الحقيقة ولكنها تؤدي لارتفاع ضغط الدم.
وتضيف بانت أن النساء أكثر عُرضة للإصابة بهذه الأمراض من الرجال نظرًا لأنهن يتناولن المزيد من هذه الأطعمة مقارنة بالجنس الآخر، مُرجعة ذلك إلى الإعلانات الترويجية التي تستهدف النساء بشكل خاص، وتركّز على تأثير هذه الأغذية فق فقدان الدهون.
من ناحية أخرى، يؤكد الخبير في الأغذية فائقة المعالجة، الدكتور كريس فان تولكين، أن التصوّر بأن زيادة استهلاك الأطعمة السريعة فقط هو ما يزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض ليس صحيحًا.
ولفت إلى أن الكثير من المواد التي يُشار إليها على أنها صحية تحتوي على مادة أو أكثر من تلك التي تدخل في حفظ الأطعمة فائقة المعالجة.
وأوضح تولكين أن هذه المنتجات تتسبب بشكل أساسي في الإصابة بفقدان الشهية وتتلاعب بالهرمونات، إلى جانب الأمراض الأساسية التي تمت الإشارة إليها مسبقًا، وهذا على غرار ما يفعله التدخين.
دراسة جديدة تؤكد: هذا المكون الشائع في الأطعمة خطر على الحوامل
لن تتخيلها.. هذه الأطعمة الصحية قد تحتوي على نسب مرتفعة من السكر!
لماذا تتباين الآراء حول دعوات منع الأطعمة السريعة؟