علوم

لماذا يستخدم البعض اليد اليمنى في حين يعتمد آخرون على اليسرى؟

يحتفي العالم في يوم 13 أغسطس من كل عام باليوم العالمي لعسيري اليد، والذين يمثّلون حوالي 10% من إجمالي البشر؛ لتوعية الآخرين بمزايا اختلافهم، والصفات التي يتّصفون بها.

تاريخيًا، تعاملت بعض الحضارات على الشخص الأعسر على أنه غريب بعض الشيء، وعاملهم الناس بطريقة سيئة في كثير من الأوقات، في حين أن ثقافات أخرى اعتبرت العسر ميزة وقوة خاصة، مثل حضارة الإنكا القديمة في أمريكا الجنوبية.

وعلى مدى الـ 150 سنة الأخيرة، جذب العسر انتباه العلماء، الذين أجروا الكثير من الدراسات والأبحاث؛ لفهم سبب تفضيل البشر استخدام يد احدة في أداء معظم المهام طوال حياتهم، والسر وراء كون عسيري اليد أقلّية.

لماذا نفضّل يد على أخرى؟

يساعد الاعتماد على يد واحدة في مهارات، مثل كتابة الرسائل أو رسم الصور أو تصويب الكرات، على تحسين أداء الشخص لتلك المهام.

وقد يعني تبادل اليدين باستمرار لأداء هذه المهام أن الدماغ يستغرق وقتًا أطول لتعلم كيفية القيام بها، لذلك يمنح العقل أوامره للأعضاء بتفضيل يد معينة.

لتوضيح هذه الفكرة، لاحظ كيف تلعب كرة القدم، وستجد أن اللاعب يفضل استخدام قدم معينة عند ركل الكرة، وكلّما كرّر المهمة، صارت مهارته في الركل أعلى.

اكتشف العلماء أن تفضيل جانب على الآخر لا يقتصر على أيدينا وأقدامنا فحسب، بل إن عقولنا تقوم بذلك أيضًا.

وإلى جانب الكتابة والرسم والتحكم بالأدوات باستخدام جانب واحد من الجسد، تصبح القدرة على التحدث وإجراء العمليات الرياضية ورسم الصور قاصرة على جانب واحد من الدماغ.

وجد العلماء أن اليد التي يستخدمها الشخص في الكتابة أو رمي الكرة غالبًا ما تكون مرتبطة بجانب الدماغ الذي يستخدمه للتحدث.

عسر اليد

متى يتحدد الجانب المفضّل للإنسان؟

يقول العلماء إن اختيار اليد التي يستخدمها الشخص لا يرجع إلى اختياره، ولكنه يعتمد على الجينات التي يحصل عليها من والديه، مع بعض التجارب الحياتية.

وعلى الرغم من هذا، لا تتشارك التوائم المتطابقة، الذين يتشاركون نفس الجينات بالضبط، في استخدام نفس اليد دائمًا.

ومع ذلك، يمكن للعلماء التنبؤ بدقة بما إذا كان الطفل سيكون أعسر أم يمين قبل أن يولد حتى، من خلال قياس أي ذراع يتحرك أكثر بينما لا يزال يعيش في رحم أمه.

أسباب عسر اليد

يعتبر العلماء أن سبب تفضيل واحد من كل 10 أشخاص ليده اليسرى لغزًا حتى الآن، حيث لم يتم إثبات الارتباط الجيني بصورة قاطعة، لذا تم وضع مجموعة من النظريات وتشمل:

– الجينات: يمكن أن ينتقل جين واحد من الآباء إلى الأبناء يؤثر على اليد التي يفضلها الطفل، وتشير بعض الأبحاث الحديثة أنه من المرجح أن العديد من الجينات “تتراكم” ليكون الشخص أعسر.

– تأثير النوع: لاحظت الدراسات العلمية أن عدد الفتيان الذين يستخدمون اليد اليسرى أكثر بقليل من البنات، واستنتج الباحثون من هذا أن هرمون التستوستيرون الذكري له تأثير على تفضيل اليد اليمنى واليسرى.

– نمو الجنين: يعتقد بعض الباحثين أن العوامل البيئية في الرحم، بما في ذلك التعرض للهرمونات، قد تؤثر على ما إذا كان المولود سيفضل اليد اليمنى أو اليسرى.

– الاقتداء بالأبوين: تقوم هذه النظرية على أن الأطفال يتعلمون اختيار اليد اليمنى أو اليسرى عن طريق تقليد الوالدين وغيرهم من مقدمي الرعاية لهم.

– التكيّف: يصبح بعض الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى بشكل طبيعي من عسيري اليد بسبب الحاجة إلى التكيف مع الإصابة.

6 علاجات تاريخية ثبتت خطورتها بتقدم الطب

لماذا تتسابق القوى الكبرى لاستكشاف الأجزاء البعيدة من القمر؟

ماذا يعني اقتراب العلماء من اكتشاف قوة خامسة في الطبيعة؟