اقتصاد أحداث جارية

تباطؤ الاقتصاد الصيني وتداعياته عالمياً

تشهد الصين تباطؤ في النمو الاقتصادي، حيث انخفض قطاع المستهلكين في الصين ووصل إلى حد الانكماش، حيث كافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم لإنعاش الطلب وتزايد الضغط على بكين لإطلاق المزيد من سياسة التحفيز المباشر، وتزايد قلق خبراء الاقتصاد من دخول الصين حقبة نمو اقتصادي أبطأ بكثير شبيهة بفترة “العقود الضائعة” في اليابان، والتي شهدت ركودًا في أسعار المستهلكين والأجور لجيل كامل، في تناقض صارخ مع التضخم السريع الذي شوهد في أماكن أخرى.

لماذا نتابع أوضاع الاقتصاد الصيني؟

توقعت وكالة Bloomberg Economics أن معدل النمو في الصين خلال عام 2023 حوالي 3%، وهو أقل من نصف متوسط ما قبل الوباء، كما أن معدل التضخم الاستهلاكي في الصين ظل ثابتًا في يونيو، مما أثار مخاوف بشأن مخاطر الانكماش، وهو دوامة أسعار هبوطية ضارة يمكن أن تدمر الاقتصاد.

وتتابع غالبية الدول عن كثب أوضاع الاقتصاد الصيني حيث تعتمد الكثير من الوظائف والإنتاج في العالم على الصين، بسوقها الواسع وأرضيات مصانعها، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تكون الصين أكبر مساهم في النمو العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة، مع توقع أن تمثل حصة 22.6٪ من إجمالي النمو العالمي أي ضعف الولايات المتحدة.

أضرار انكماش الاقتصاد الصيني

يؤثر الركود على مصدري السلع عالية التقنية الصينيين على وجه الخصوص، وهو ما سيترك أثره على الصناعات في الدول الأخرى خاصة مع انخفاض الشحنات من كوريا الجنوبية وتايوان كل شهر في النصف الأول من هذا العام، ورغم انتهاء القيود الخاصة بكورونا إلا أن الصينيين لم يستأنفوا السفر بأعداد كبيرة إلى الخارج، حيث لا يزال دخلهم قليلاً وثقتهم في العمل ضعيفة، مما يضر بالبلدان المعتمدة على السياحة.

كما أشار الخبراء إلى أن خطر زيادة ارتفاع أسعار الفائدة الولايات المتحدة سيدفعها إلى الركود الاقتصادي هي الأخرى، وسيكون الاقتصاد العالمي مهدداً بانهيار قوتين اقتصاديتين كبيرتين في العالم في وقت واحد، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة بالنسبة للجميع.

ماذا فعلت الصين؟

خفض بنك الصين الشعبي أسعار الفائدة وهي أداة تقليدية للمساعدة في النمو. ورفعت هذه الخطوة التوقعات لمزيد من التحفيز النقدي والمالي، ومن المتوقع أن تخفف الصين القيود الاقتصادية وترفع الإعفاءات الضريبية للمستهلكين، بالإضافة تقديم المزيد من الحوافز للاستثمار في البنية التحتية خاصة في قطاع التكنولوجيا الفائقة، وتتخذ الحكومة الصينية خطوات تدريجية لمعالجة الركود، حيث مددت الإعفاءات الضريبية لمركبات الطاقة الجديدة حتى عام 2027.

وجاء تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني في الفترة الراهنة مخالفًا لتوقعات الخبراء سابقًا بأن الاقتصاد الصيني سيصبح أكبر اقتصاد في العالم في أوائل العقد الثالث من القرن الحالي متجاوزًا اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.

طريق الحرير.. هكذا صدّرت الصين تجارتها وثقافتها إلى العالم

أكثر الدول استيرادًا للبضائع من الصين حول العالم

النمو البطيء.. الصين تواجه تحديات كبرى تهدد رخاءها!