صحة

قرون من التطوير.. الرحلة الطويلة للقاحات

طوّر العلماء لقاحًا نجح في شفاء المصابين بفيروس كورونا في وقت قياسي، على الرغم من أن أغلب سكان العالم يعتقدون أن اكتشاف علاج للمرض قد تأخر كثيرًا.

يخضع تطوير اللقاح لمجموعة محددة من الخطوات التي تشمل مراحل استكشافية، وتجارب ما قبل السريرية، ومراحل تجريبية، ومراجعات من قبل الجهات الرسمية.

ولفهم تعقيدات تطوير اللقاح بصورة أعمق، علينا أن نستكشف التاريخ للتعرف على الوقت الذي استغرقه تطوير لقاحات للأمراض المعدية الأخرى.

لقاح الجدري

يُنظر إلى القضاء على الجدري على أنه أحد أكبر الإنجازات في تاريخ الطب؛ لأن الأمر لم يكن سهلًا، إذا استغرق تطوير لقاح للمرض قرون عديدة.

يعتقد العلماء أن أصول الجدري تعود إلى عصر الفراعنة في مصر، منذ ما لا يقل عن 3 آلاف عام، وبحلول القرن الـ 18 انتشر المرض في جميع أنحاء العالم، ووصلت معدلات الوفاة بسببه إلى 30%.

في عام 1796، ابتكر البريطاني إدوارد جينر أول لقاح ناجح ضد الجدري، ولكن لم يبدأ استخدامه حتى الخمسينيات من القرن الماضي.

واصل العلماء جهودهم لتحسين اللقاح أكثر في النصف الثاني من القرن الماضي، حتى تم القضاء على المرض بحلول عام 1980.

الطاعون

يعد الطاعون أحد أقدم الأمراض وأكثرها فتكًا في العالم، حيث سجّل من 75 إلى 200 مليون حالة وفاة في القرن الـ 14، ولا يوجد لقاح مرخص لعلاجه حتى الآن.

لا يزال الطاعون نشطًا في مناطق متفرقة حول العالم، ففي عام 2020، تفشى المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

في عام 2018، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا حول العقار المستهدف لإنتاج علاج للطاعون، حيث تعمل حاليًا علىالمفاضلة بين 17 لقاحًا محتملًا.

في الوقت الحالي، يصف الأطباء المضادات الحيوية الحديثة كعلاج للمصابين بالمرض؛ نظرًا إلى أن البكتيريا هي المتسبب في انتشاره.

حمى التيفود

تصنف حمى التيفود على أنها مرض قاتل يمكن أن ينتشر بسهولة من خلال الطعام والماء.

وعلى الرغم من أن حمى التيفود غير شائعة نسبيًا في المدن التي تتبع ضوابط بيئية صحيّة، إلا أنها لا تزال تمثل تهديدًا كبيرًا في الدول النامية في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية .

في عام 1909، طور طبيب الجيش الأمريكي فريدريك راسل أول لقاح ضد التيفود في الولايات المتحدة، وبحلول عام 1911، كان الحصول على اللقاح إلزاميًا لجميع القوات.

حمى الصفراء

في عام 1951، أصبح ماكس تيلر العالم الأول والوحيد الذي حصل على جائزة نوبل لتطوير لقاح.

تسببت الحمى الصفراء في أوبئة قاتلة عبر تاريخ البشرية لأكثر من 500 عام، وفي عام 1918، طور باحثون يعملون في معهد روكفلر ما اعتقدوا أنه أول لقاح ناجح ضد الحمى الصفراء، ولكن في عام 1926 تبيّن أنه غير فعال وتوقف إنتاجه.

وبعد أكثر من عقد، في عام 1937، ابتكر تيلر وزملاؤه أول لقاح آمن وفعال ضد الحمى الصفراء، والذي يستخدم حتى الآن في علاج المرض.

شلل الأطفال

عرف البشر مرض شلل الأطفال منذ آلاف السنين، لكنه لم يتحوّل إلى وباء إلا في أواخر القرن الـ 19.

في مطلع القرن العشرين، اجتاح شلل الأطفال الولايات المتحدة، متسببًا بزيادة أعداد المصابين بالشلل والعجز مدى الحياة.

وفي عام 1935، بدأت محاولات العلاج بالتطعيم أولاً على القرود ثم على الأطفال في كاليفورنيا.

على الرغم من أن هذا اللقاح أسفر عن نتائج سيئة، إلا أنه مهّد الطريق لتطوير اللقاحات الفعّالة بواسطة جوناس سالك في عام 1953، وألبرت سابين في عام 1956.

بعد تجربة اللقاح على أكثر من 1.6 مليون طفل، تم تبني لقاح سالك في الولايات المتحدة بحلول عام 1955، وبحلول عام 1994 تم القضاء على شلل الأطفال في الأمريكتين.

قدّرت إحدى الدراسات أن لقاح شلل الأطفال منع 24 مليون شخص من الإصابة بالمرض من عام 1988 إلى عام 2022.

الجرعة المحدثة من لقاح فيروس كورونا.. ما هي؟

لقاح واعد لسرطان البنكرياس.. متى سيكون جاهزًا؟

أقراص علاج كورونا المنتظرة.. متى تصبح غير فعالة؟