أعمال

عملية الأمم المتحدة لنقل النفط من خزان صافر.. سؤال وجواب

تدخل عملية سحب النفط الموجود على متن ناقلة النفط المتهالكة “صافر” بالقرب من سواحل اليمن على البحر الأحمر، يومها الثاني، بعد أن بدأت الأمم المتحدة أمس أولى الخطوات في درأ كارثة بيئية محتملة من تسرب النفط في البخر الأحمر.

وتستهدف عملية السحب المعقدة نقل أكثر من مليون برميل من النفط من السفينة، إلى سفينة أخرى، في إطار سعي الأمم المتحدة لـ “نزع فتيل أكبر قنبلة موقوتة في العالم، وفق وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

وتتم الاستعانة بالناقلة البديلة ” نوتيكا” أو اليمن بعد تغيير اسمها، من خلال توصيلها بالناقلة صافر لسحب النفط، وهي عملية ستستغرق 19 يومًا.

واستغرقت الأمم المتحدة ما يقرب من عامين من العمل السياسي وتطوير المشروعات، وجمع التمويل اللازم للعملية.

وفيما يلي أهم الأسئلة والأجوبة عن العملية:

متى بدأت أزمة الناقلة؟

تم بناء الناقلة اليابانية في عام 1976، وبعد أن اشترتها الحكومة اليمنية في الثمانينيات، تم استخدامها كمنشأة عائمة لتخزين النفط بحوالي 3 ملايين برميل، بغرض تصديره.

وترسو صافر على مسافة تُقدر بـ 4.8 أميال بحرية، بالقرب من ساحل محافظة الحديدة ورأس عيسى في اليمن.

وتوقفت عمليات النقل والإنتاج والتفريغ على متن السفينة منذ عام 2015، وذلك بسبب اندلاع الحرب في اليمن، ما أدى إلى تدهور أنظمة السلامة في الخزان، وتهالكت بنية السفينة بشكل كبير.

ومع هذا التدهور، أصبح الخزان عُرضة للانفجار بسبب غياب نظام فعال لضخ الغاز الخامل في خزانات الناقلة.

وتضم الناقلة التي يبلغ طولها 360 مترًا، حوالي 34 صهريجًا لتخزين النفط.

ماذا كان سيحدث إذا تسرب الغاز؟

إذا حدث تسريب كانت تكلفة التنظيف الناتج عنه ستبلغ وحدها 20 مليار دولار، إلى جانب الأضرار التي كانت ستلحق بالمجتمعات التي تعتمد على الصيد على ساحل البحر الأحمر في اليمن.

كما أن 200 ألف فرصة لكسب العيش كانت عُرضة للفقدان بسبب هذا التسريب، إلى جانب السموم التي تهدد الأحياء البحرية والحياة بشكل عام.

ومن الناحية البيئية، كان التسريب سيتسبب في تأثير مُدمر على المياه والشعاب المرجانية وأشجار المانغروف على الساحل اليمني، كما كان من المتوقع أن يصل إلى شواطئ المملكة العربية السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال.

وكان التسرب سيتسبب في تعطيل عمل محطات تحلية المياه على ساحل البحر الأحمر، وعدم وصول المياه العذبة إلى ملايين الناس، بالإضافة إلى تلوث محتمل في الهواء.

من ناحية أخرى، كان سيؤدي التسرب النفطي إلى تعطيل الشحن الحيوي عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس لمدة طويلة، بما يؤدي إلى خسارة مليارات الدولارات يوميًا.

ماذا يحدث في عملية نقل النفط؟

في عام 2021، طرح المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، مبادرة للقطاع الخاص لوضع خطة للتعامل مع مخاطر تسريب النفط من خزان صافر.

وكانت المبادرة تستهدف اختيار شركة متخصصة في الإنقاذ البحري، للقيام بمهمة نقل الفنط من على متن الناقلة المتهالكة.

وفي نهاية عام 2022، بدأت الأمم المتحدة في التحضير للمهمة، من خلال الاستعانة بالخبرات الفنية اللازمة من جميع أنحاء العالم، بما فيها شركة استشارية للإدارة البحرية وشركة قانونية بحرية ووسطاء في مجالي التأمين والسفن وخبراء في التسرب النفطي.

وتتضمن خطوات العملية التي يُشرف عليها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما يلي:

*فحص الناقلة صافر وتأمين عملية نقل لنفط منها إلى ناقلة أخرى بديلة.

*تركيب عوامة مرساة (CALM)، بهدف ربط الناقلة البديلة، وسحب صافر وتجهيزها للتكهين.

كيف تم إعداد الناقلة صافر لعملية النقل؟

خلال هذا الجزء، تمت معاينة الناقلة صافر وتهيئتها لسحب النفط الموجود على متنها من خلال عدة خطوات شملت:

*إعداد تقييم نهائي لجسم السفينة للتأكد من قدرة هيكلها على تحمل الطاقة الناتجة عن عملية النقل.

*وتم ضخ الغاز الخامل في صهاريج شحن النفط، لتجنب مخاطر اندلاع حريق أو انفجار.

*إعداد مضخات النقل المحمولة وتجهيز الخراطيم والصمامات وإصلاح مشعب الخزان صافر الذي سيتدفق النفط من خلاله أثناء العملية.

 *الاستعداد لأي تسريب من خلال تحضير المعدات اللازمة للتدخل.

هل ينتهي خطر الناقلة بنقل النفط؟

في الواقع ليس تمامًا، فعملية نقل النفط ستمنع الخطر الأكبر وهو تسريب كميات كبيرة من النفط إلى المياه، وبالتالي تجنب كارثة بيئية ضخمة.

ولكن في النهاية سيظل هناك تهديدًا محتملًا نتيجة لوجود بقايا من النفط اللزج داخل خزان السفينة صافر، وهو ما يُشكل تهديدًا حال انهيار الناقلة.

وتحتاج المهمة إلى 22 مليون دولار لإتمامها، منها 20 مليون دولار مخصصة لسداد التمويل الذي أتاحه  الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، التابع للأمم المتحدة، لبدء المهمة.

ماذا لو كان الغاز تسرب من ناقلة النفط “صافر” بالقرب من سواحل اليمن؟

كيف ستؤثر على استهلاك النفط في المستقبل؟

كيف تغيرت أسعار النفط صعودًا وهبوطًا خلال عام؟