سياسة

ما الذي يمكن توقعه من زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى دول الخليج وفي مقدمتها السعودية؟

يبدأ رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، زيارته إلى 3 دول خليجية في مقدمتها المملكة، اليوم الأحد، وهي أول جولة لزعيم ياباني في المنطقة منذ زيارة سابقه في هذا المنصب، شينزو آبي في عام 2020.

ويصل كيشيدا إلى الرياض اليوم، قبل أن يسافر إلى الإمارات، وأخيرًا قطر في 18 يوليو، فما هي أجندة أعماله في هذه الجولة؟

إمدادات النفط

تستهدف الزيارة مساعدة اليابان على تطوير علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات، وخاصة الطاقة.

وتستقبل اليابان أكثر من 80% من وارداتها من النفط الخام من الدول الثلاث التي يزوها هذا الأسبوع، وتنفرد المملكة وحدها بتقديم 40.68% مما تستهلكه اليابان سنويًا.

وتخشى اليابان، كما غيرها من دول العالم، تأثر إمدادات الطاقة وسط حرب روسيا مع أوكرانيا، لذا يسعى كيشيدا إلى ضمان الاستقرار لبلاده في هذا الشأن، من خلال تعزيز التعاون مع المملكة ودول المنطقة.

الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الإمبراطور الياباني أكيهيتو في القصر الإمبراطوري بطوكيو، مارس 2017

الطاقة النظيفة

تعمل اليابان بنشاط على تطوير تقنيات طاقة نظيفة ومتجددة بشكل أكبر؛ لأنها تريد تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وسيحاول كيشيدا خلال الزيارة تعزيز المعرفة اليابانية في هذا المجال، حيث أن المملكة والدول المنتجة للطاقة في المملكة لديها أهداف طموحة فيما يتعلق بالتحول لاستخدام الطاقة النظيفة.

في عام 2022، وقعت المملكة واليابان مذكرة تعاون في مجالات الاقتصاد الدائري للكربون، وإعادة تدوير الكربون، والهيدروجين النظيف، ووقود الأمونيا.

وفي مارس الماضي، وافقت دار التجارة اليابانية “Marubeni Corp” على دراسة إنتاج الهيدروجين النظيف في المملكة مع صندوق الاستثمارات العامة لإضافة أنواع أخرى من مصادر الطاقة، بما في ذلك الوقود الأنظف ومصادر الطاقة المتجددة، لتنويع الاقتصاد والحد من الانبعاثات، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يستقبل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي في العلا، يناير 2020

وخلال زيارة كيشيدا إلى الإمارات، والتي ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في وقت لاحق من هذا العام، سيناقش التعاون بشأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال تعزيز الانتقال إلى طاقة الهيدروجين.

بحث الملفات الدولية واستكشاف الفرص الجديدة

كشف ماتسونو هيروكازو، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، أن الحرب في أوكرانيا وغيرها من القضايا الدولية ستدرج على جدول الأعمال خلال اجتماعات كيشيدا خلال جولته للدول الخليجية الثلاث.

وقال ماتسونو إن وفدًا من رجال الأعمال اليابانيين سينضم أيضًا إلى كيشيدا في رحلته، والتي ستساعد الشركات اليابانية على توسيع فرص الاستثمار في المنطقة.

وذكر بيان لوزارة الخارجية أن رئيس الوزراء سيعقد خلال زيارته اجتماعات مع قادة الدول الثلاث لمناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات، مثل العلاقات الثنائية.

تعاون سعودي ياباني مستمر

يذكر أن المملكة واليابان وقعتا، في ديسمبر 2022، على 15 اتفاقية بينهما على هامش منتدى الاستثمار السعودي الياباني الذي أقيم في الرياض.

وقال حينها وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني نيشيمورا ياسويوشي، إن المملكة هي “أكبر مصدر موثوق لإمدادات النفط الخام إلى اليابان”.

وتضمنت الاتفاقات بين البلدين مجالات الذكاء الاصطناعي والرياضة والتمويل والخدمات البنكية وإعادة تدوير البوليستر والزراعة والأغذية والصناعة والتصنيع والتجارة والطاقة والرقمنة والمدن الذكية والتخصيص.

وأكد وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، إن “العمل على رؤية 2030 بشكل مشترك بين البلدين أسهم في دفع الشراكة الاقتصادية مع اليابان إلى قطاعات نوعية جديدة”.

ومنذ إطلاق الرؤية السعودية اليابانية 2030 عام 2017، ارتفع عدد المشاريع المشتركة بين البلدين من 30 إلى 100 مشروع، وهناك أكثر من 100 شركة يابانية تعمل في المملكة حاليًا.

اليابان في المقدمة.. أكبر الدول المستثمرة في الديون الأمريكية

خطة اليابان للتعامل مع مياه الصرف النووي تثير القلق داخليًا وخارجيًا.. لماذا؟

ماذا يريد حلف “الناتو” من الصين؟